الكتاب عبارة عن محاضرتين ألقاهما المؤلف في بداية السبعينات من القرن الماضي مستعرضا رؤيته لدور المسلم و رسالته نحو الإنسانيه في نهاية القرن العشرين.
نقطة الانطلاق كانت إبراز التوجيه الالهي "وَكَذَ ٰلِكَ جَعَلۡنَـٰكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَاۤءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَیَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَیۡكُمۡ شَهِیدࣰاۗ " و منها قادنا المؤلف إلي مقومات القيام بواجب الشهاده علي الأمم الأخري و أهمية بلوغ درجات الحضاره اللازمه لمحاورة الحضارات القائمه الأخري و أن نتغلب علي أزمة الحضاره التي تلازم الأمم المسلمه في القرن العشرين.
يري المؤلف أن محور واشنطن موسكو - باعتباره محور الحضاره وقتها- يجب أن يقابله محور طنجه-جاكرتا
حيث حضارة الماده لا يقابلها سوي القيم التي اندثرت منها ألا و هي متطلبات النفس و الروح و أنسنة المجتمع التي ميزت حضارة المسلمين.
لخص المفكر مالك بن نبي الطريق لكي يؤدي المسلم دوره الأسمي فأوجب عليه بداية الإقتناع بأهمية دوره و نزع قابليه الإستعمار و شعور الدونيه من فكره ، يلي ذلك إقناع الآخرين برسالة الإسلام و ما يتطلبه ذلك من التمكن من آدوات و معالم العصر بالاضافه إلي الفهم الواعي لنظرة الغرب نحو الإسلام و المسلمين من خارجه و ليس فهمنا نحن من داخله بصفتنا معتنقيه و حاملي رسالته.
كتاب مختصر و مركز في أفكاره التي ما زالت صالحه للتطبيق علي الرغم من مرور ما يقرب من نصف قرن علي طرحها ، و هذا شأن الأفكار المخلصه التي تبقي و تزدهر علي مر العصور.