ولعل أجمل ما ورد في الكتاب قول نيلسون مانديلا "ليس إنسانًا من يُهان أمامه إنسان، ثم لا يشعر هو بالإهانة".
وكذلك تشبيه دافنشي البليغ في مقولته عن رعاع الفكر وأنهم ليسوا سوى مجرد معابر لأجساد ضحاياهم..
❞ وعندما يُتخَمون بالطعام سوف يَنشدون إشباع رغباتهم الأُخر بمِنحِ الموت والحزن والشقاء والخوف والزوال لكل ذي روح، ولغطرستهم التي لا حد لها سوف يرغبون بالصعود نحو السماء، غير أن ثِقل أطرافهم المُفرط سوف يُبقيهم في الأسفل. لن يبقى شيءٌ فوق الأرض، ولا تحت الأرض، ولا تحت المياه، إلا وسوف يُضطهَد، يُنتهَك نظامه ويُخرَّب، وما هو مِلكٌ لهذا البلد يُقصى إلى ذلك البلد، وتكون أجسامهم مقابر ومعابر لجميع قتلاهم"
لا أدري لم تذكرت بهذا الكتاب* حيونة الإنسان* للكاتب ممدوح عدوان؛ربما لأن الكتابين كليهما يتحدثان عن مدى الشرور والعدوانية المتأصلة في قلوب بعض البشر،عن حجم الدمار الذي يتعمدون إلحاقه بالآخرين في سبيل اعلاء كلمتهم وإجبار الآخر على تصديق رأيهم بالقوة وإن لم يدينون لهم والخضوع والطاعة القسرية فالويل ثم الويل جزاء على تمردهم ورفضهم الانصياع لأوامرهم.
الكتاب جميل وأعجبني به ذكر الرأي والرأي الآخر المخالف وخاصة في العقائد الدينية والتي في كثير من الأحيان تقود إلى حروب وكذلك الظواهر الباراسيكولوجية مثل النيرفانا عند الصوفية والزن عند البوذية..
لا أحبذ الإطالة في المراجعات لكنني أختمها يقول دافنشي كما ورد في الكتاب..
"آه أيتها الأرض! ما لك لا تنشقين وتبتلعينهم في شقوق الهاويات والصدوع العظيمة، فلا تُطلعين بعد اليوم في وجه السماء وحشًا رهيبًا وبغيضًا مثل هذا ❝
ليت فعلاً الأفكار الهدامة والتي تقود إلى حروب أو تدعو لتفوق جنس على آخر أن يبتلعها التراب في جوفه لكنها سنة الاختلاف والتي سنها الله في أرضه...