مستر كلكامش
تأليف
عمر سعيد
(تأليف)
كلّ الصّراعاتِ في الحياة هراءٌ في هراء، صراعُ الأرض والمعيشة والحبّ والخيانة، حتى الصّراع مع الزّمن، كلّها ترفٌ أمام صراعِ البقاء على قيد الحياة، الرّغبة في البقاء، ثم عدم القدرة على الاستمرار.
سخيفٌ هو الجسدُ الذي يموت رغم كل الاحتياطات، ويقتل معه الفكرَ رغماً عنه، مقايضةٌ غير منصفة، فَلْيَمُت الجسد ويبْقَ العقل، ربما هذا هو السّبب بمجيء فكرة الرّوح، فكرة أن يبقى منك شيءٌ حتى لو تحلّلَ لحمُك وذوَت العظام، فكرة تهوّن مواجهةَ النّهاية، قد تتعبّد من أجلها عندَ قمّة جبل لعشرات السّنين أو تقدّم الأضحيةَ والقرابين لجذع شجرة، فكرة تتجسّد بزنبقة أو آية أو طلسم، أيّ شيء يجعلنا نعتقد أنّنا باقون فنتقبّل به آخِرَ الطُّعوم، طعم الموت..
أُحسُّ أنّ العالم هو الكلماتُ التي اخترعناها، وهمٌ من الحروف المتقاطعة لتصنع لنا المعنى، عند الموت تختلطُ الحروفُ وتهرب المعاني من الكلمات ليصبحَ العالمُ شيئاً آخر بمنتهى الرُّعب والغرابة.