لفت نظري الاسم والغلاف وأنا أتصفح مختارات تحدي أبجد للقراءة وقررت أن أقرأها، مجموعة قصصية خليط ما بين الغربة والتعب والحنين والوحدة وذكريات الطفولة والموت..
ما لفت نظري فيها، حكاية تيريز التي جاءت من نيروبي وتركت طفلتها لتعمل خادمة، قبيحة هي وتدري ذلك وكم هو محزن محاولة تخفيف ذلك بإخبارها أنها جميلة! لا تبصرها العين كما لم تبصر السيد لا أحد الذي قتل عن طريق الخطأ ولم يعبأ لموته أحد!
- وهناك حكاية "علي الجمَّال" الذي جاء بعد خمس بنات لعم حسن، ذكرتني وحدة عم حسن بحكاية وحشة لتشيخوف، الرجل الذي لم يجد من يبثه حزنه على موت ابنه وظل يحادث من يركب معه ولم يهتم أحد، فحكى لحماره عن وحشته.
- "الرف العلوي" والإزعاج اللامتناهي، وأنا أيضا لا أستطيع تحمل كل هذه الأصوات التي تأتي من كل مكان وأجاهد نفسي ألا أبكي من شدة الألم والصداع الناتج عن تداخلها.
- ذكرتني حكاية "المحطة والنبي يا سطى" بموقف حدث معي في الصف الأول الإعدادي عندما كنا في اللجنة الثقافية وطُلب منا أن نختار رئيسًا لها، بعض الفتيات قمن بإقناعي بالترشح للمنصب وعندما جاء وقت التصويت لم يصوت لي أحد وأنا اخترت شخصًا غيري للمنصب :"D
- دهشتي كانت شديدة من حكاية "في المطار" فأنا لدي عادة أثيرة بمراقبة الناس في الطرقات ومحطات القطار وتخيل حيواتهم أيضًا، وأعجبت بنسج الخيال في القصة وحمدت الله على ثبات موقفي من مثل حياة صاحبة فستان السهرة الرقيق.
- "جدتي" هنا بكيت فأنا أفتقدها بشدة ولم أدخل منزلها بعدما رحلت سوى مرتين وفي كلتاهما بكيت ولم أقوى على الانتظار كثيرًا.
" بعد رحيلها، عندما دخلت البيت الذي قضيت فيه معظم طفولتي وصباي، استقبلتني على أعتابه غربة مُرحبة "
ما كتبته ليس مراجعة للعمل بقدر ما هو شعوري اتجاه الحكايات التي لمست قلبي وذاكرتي.