موت وردة : سيرة المكان والناس وما خفي كان أعظم
نبذة عن الرواية
برودة المكان التي طالما أدخلتْ في بدني قشعريرة رجته، وفي نفسي ضيقاً أراه مـرة محتملاً ومرة غير محتمل، تهزني الآن في عنف، كأنما مارد الشيخ سليمان المدفون هناك في البعيد في قاع النهر، في كوز صفيح إغلاقه محكم، قد انفلت بثورته العارمة، وبجام غضبه، محطـمـاً الكوز وشاطراً ماء النهر بقوة عصا موسى، أو بقوة أمر ربها، وها هو ذا بعد أن قطع رحلته الطويلة من النهر إلى هنا حيث الصحراء بغير نهايات يقبضها البصر أو طول المسير، يستحيل مجسماً بالغ الضخامة والقوة والثورة الغاضبة المكتومة، والمتسربة في هيئة برد قارص حل مع سواد الليل على العشة وسن الجبل والصحراء من حولي، ما نفعني الجلباب الصوف الذي قمت متكاسلاً مرتعشاً من ركني القصي في ساحة العشة إلى غرفتها الوحيدة الضيقة وانتزعته من الصندوق الخشبي العتيق، الكائن في جانب الغرفة المختبئ خلف أعواد البوص الناشفة، الواقفة مكانها لم تبرحه منذ انتزعتها من شاطئ النهر، وحملتها فوق كتفي كل هذا البُعد على دفعات اختلف معها طول الزمن، ليس لأن الجلباب قديم، غزته الرقع الكثيرة ولم تفلح في سد الثقوب كلها، إنما تمتمتُ كأنما أطيب خاطره، وأمنعه من لوم نفسه.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2013
- 192 صفحة
- [ردمك 13] 9789774902291
- دار العين للنشر
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
17 مشاركة