كأنهم أحلام
تأليف
هيثم الأمين
(تأليف)
فكأنـــــها وكأنـــــهم أحـلامُ
أشعر بالإعجاب والأسى لما في هذا البيت من حقيقة. لكنني، في ما يختص بي، إن صح هذا البيت بشق السنين، فإنه لا يصح بشق أهلها، لأن أهلها الذين أحببت ثم مضوا، لا يزالون يجرون في عروقي حاضرين لا كحضور الحلم بل حضور الحقيقة.
ولعل بعضهم تنطبق عليه أحلام أبي تمام؛ جدتي لأبي السيدة علوية ابنة السيد محمد الأمين. وذلك لأن والدي كان في الرابعة من عمره حين فقد أمه، وكان لا يذكر صورتها بل يراها في منامه بصورة جدته. وعلى أنه كان صامتاً في ذلك، إلا أن خيالها كان يسكننا نحن جميعَ أولاده، وكأنها قد انتقلت إلينا بالوراثة لا بالحديث عنها.
توفيت جدتي عام ۱۹۰٤ بحمّى النفاس بعد أن ولدت عمتي التي سميت باسمها علوية، أم هاني. وكانت صلة والدي بشقيقته صلة شغف فإن وقع خلاف بينهما تحول إلى خصومة شديدة لا تلبث أن تعود إلى الشغف الأول. وأذكر أن شقيقتي كانت تقلّب الراديو فمرت أغنية كانت شهيرة اسمها “عدوية” فقال لشقيقتي أن “أعيديه إلى علوية” ظناً منه أن المغني يغني لعلوية.