النجاة من الأمل

نبذة عن الكتاب

"لا أحد يعلم من هي سمر سليمان، ولا من أين أتت، ولا كيف صارت شاعرة، رغم أن اسمها يكاد يكون مألوفًا لدرجة يخال لك بها أنك تعرفها شخصيًّا. شاعرة تصل إلى هذه السوية من الأداء، دون أن تكون قرأت لها، أنت المتابع لما هب ودب من الشعر والشعراء، قصيدة واحدة منشورة في صحيفة أو مجلة أو موقع أدبي على الشبكة، تستغرب من أين أتت هذه الرهافة اللغوية والحسية، هذه النبرة الخاصة، والعميقة، لأنسان لا يعرفه أحد عمله التأمل في داخله وخارجه وفي الأشياء والطبيعة حوله. لنأخذ مثلًا: ""هو ذهب. ذهب بعيداً. وأنا أغلقت النوافذ جيداً، لم أكن أريد لحضوره الباقي أن يجد منفذاً ويهرب"". (ريشة سوداء وحيدة) إحدى القصائد التي يمكن أن تكون دليلاً دامغاً على فلاح الشاعرة في الخروج من الذات للموضوع ثم العودة إليها على ذلك النحو الذي يتم دون أن يلمح أحد ومضة، أو يشعر بنأمة: ""ريشة سوداء وحيدة في جسم الطائر - هي هويته - هي منقذته. أتساءل: وأنا كيف سأتمايز؟ أصابعي تأكلني. لا جناح سوى هذا الهواء الثقيل في الغرفة. أحبّ النقر هنا - بنقرة - أعدّها للنشر - فتتراكم كما غيرها في الصفحات - وتموت. إذًا لا تمايز - لا تمايز - لا ريشة لهذا الهواء - هي فقط عينان صغيرتان - وضعهما الله في وجهي.."""