حقيبة الرسول
نبذة عن الرواية
لم يكن أحد يعرف الجبل مثل أبي. وكان الجبل يقوم على رأس البلدة من جهة الغرب، منذ أمد لا أعرف مداه على وجه الدقة. لكن طالما أن عيني تفتحتا عليه من البداية، وقد كان كاملًا وعاليًا وعظيمًا، تكسوه تلك الحُمْرَةُ التي تلمع في الشَّفَقِ، وتَهَبَه المهابة والقَدَاسة الدائمتين، فلا بُدَّ أنه كان موجودًا منذ أمد بعيد. لا يعنيني في ذلك حساب تاريخه جيدا، كيف هو ممتد في الزمن، فالأزمان السابقة مِلْكُ أصحابها فقط، أولئك الذين عايشوا أحداثها، وطعموا حلوها ومرها، مِلكُ الجبل وحده، من فترة التكوين وصولًا إلى ما ساعد به في إرساء قواعد الأرض، وما حَمل من فوقه من طير وحيوان وبشر وأسرار. أما أنا فليس لي من التاريخ سوى تلك السنوات التي أُعَايش أحداثها، وتجول ذاكرتي فيها مثل حصان جامح في الأرض البَراح، لا شيء يَحُدُّه، وليس من قوة تقدر على إيقافه أو توجيهه صوب ما هو محدد سلفًا واستقر الرأي عليه، ليس سوى الركض قَدرًا لا يفارقني، ولا أبرحه حتى وأنا أجلس في مكاني هذا فوق الصخرة الحمراء على سن الجبل. ألهثُ وأحسُّ الوجع في قدميّ، وجع الركض لأكثر من ألف كيلو متر بغير انقطاع.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2010
- 136 صفحة
- [ردمك 13] 9789774900459
- دار العين للنشر
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
16 مشاركة