القفز فوق الألغام : وثائق تهجير الفلسطينيين إلى سيناء
تأليف
محمد الباز
(تأليف)
بينما كانت إسرائيل تضرب وتبطش بكل ما يقف أمامها فى غزة، لتنتقم من الضربة المهينة التى تعرضت لها، بدأ الحديث مرة أخرى عن الخطة التاريخية التى تتحدث عن نقل الفلسطينيين إلى سيناء كأحد الحلول للقضية الفلسطينية، وبدأت قنوات السياسة والدبلوماسية الإسرائيلية والغربية فى محاولة تمرير الخطة بإصرار غريب.. ولكننا قد نكون نجحنا هذه المرة فى إفساد الخطة وإفشالها بشكل كامل، لكن ليس معنى هذا أنها انتهت، أو أن الإسرائيليين تخلوا عنها، أو أن حلفاءها فى الغرب انحازوا للموقف المصرى وتفهموه، فما قالوه ليس إلا تكتيكا تعاملوا به مع الموقف المصرى الرافض للخطة، لكنهم - وكما تعودنا - سيعودون مرة أخرى.. وفي هذا الكتاب تجد توثيق واضح للحدث على الأرض، وفيه تأريخ للخطة منذ بدأت وكيف تطورت وإلى أين تمضى، وفيه أيضا تحليل وتفسير سياسى واستراتيجى للصراع الذى لا يريد أن ينتهى. وقد تسأل نفسك ما الذى يمكن أن يضيفه هذا الكتاب إليك؟.. ببساطة لن أستعرض عليك بما تعرفه جيدا، ولكنى سأضع بين يدك كثيرا من الأسرار والحكايات والكواليس التى يمكن أن تجعلك قادرا على قراءة الأحداث بشكل مختلف، فما نسمعه ونشاهده ليس إلا قمة جبل الجليد، وستجد فى هذا الكتاب أيضا رحلة تاريخية وسياسية لسيرة أكبر مؤامرة فكرت فيها وخططت لها وتسعى إسرائيل إلى تنفيذها ضد مصر، وقد يكون مهما أن نقرأ التفاصيل من باب إنعاش الذاكرة الوطنية، ومن باب تحصين الأجيال القادمة ضد هذه الخطة التى لن تتنازل عنها الصهيونية العالمية أبدا.. لقد كتبت ما أعتقد أنه صواب، حاولت الاجتهاد فى ذلك، اقتربت بحذر شديد من مناطق الألغام التى تفصل بيننا وبين إسرائيل، نحاول أن نتجاوزها، فالمعركة بيننا بالفعل هى معركة قفز فوق الألغام، وأعتقد أن من سينتصر فيها سيكون هو الأكثر قدرة على تجاوز هذه الألغام وعدم السقوط فى فخاخها.. من حقك الآن أن تقرأ ولك الحكم فى النهاية، فنحن شركاء ليس فى الكتاب فقط، ولكن أيضا فى المعركة التى يبدو أنها لن تنتهى قريبا.