سكوربيوس : الجزء الثاني
تأليف
شهد قربان
(تأليف)
حدقت بما تراه في السقف والذي لم يكن سقف العلية بل سقفاً مرتفعاً وبعيداً عنها لدرجة أنها لا ترى نهايته بشكل جيد، ثم تحركت مقلتاها بالتدريج من السقف إلى الجدران السوداء المشيدة وبعض النقوش المضيئة باللون الأبيض عليها، وإلى شعلات النيران الملوّنة التي تتوزع في فتحات مخصصة لتعطي إضاءة للمكان، ثم إلى بقية الغرفة الواسعة وكأنّها مصممة للعمالقة!
أغلقت عينيها عندما أدركت أنها ليست في عليتها، ثم نهضت من الفراش الذي كان ضخماً جدّاً عليها كما لو كانت دمية على فراش آدمي. نظرت حولها مجدداً قبل أن تلمس رأسها وتقع نظراتها على ما ترتديه… قطعة قماش دافئة ذات لون بني فاتح تلف جسدها في لباس يقارب الثوب أو العباءة
استجمعت شتات أمرها ونهضت على قدميها تمشي فوق الفراش حتّى حافَته التي لم تكن مرتفعةً عن الأرض لذلك الحدّ، ثم مشت باتّجاه الباب حتّى وصلت إليه أخيراً فسمعت صوت صرخة مألوفة ميزت صاحبها جيداً، خفق قلبها بقلق وخوف دفعها لدفع الباب وفتحه للخروج لولا أن امتدت يد من خلفها بنعومة لتوقفها
تجمّدت مكانها للحظة، ثمّ شعرت بالأمان عندما التفتت لترى إينيرياس. رفعت رأسها لتقابل عينيه ووجهه الذي يخلو من التعابير عادةً، لكنّ زاوية شفته ارتفعت لتُليّن ملامحه الحادّة