فلسفة العلم الفيزيائي
تأليف
سير آرثر ستانلي إدنجتون
(تأليف)
أحمد سمير سعد
(ترجمة)
ربما يبدو سير آرثر ستانلي إدنجتون مشابهًا للمتنبي مع اختلاف الظرف والموضوع. آمن إدنجتون في فلسفته إلى درجة جعلته يُقدم على المهمة المستحيلة، لم يكتفِ بالحجاج الكلامي الذي كان يمتلك ناصيته، ولا بالأمثلة التي كفلتها له الخبرة والتجربة والتقدم العلمي، بل انخرط في محاولة رياضية لاستنتاج العالم، تحديدًا عالم الفيزياء والكون الذي تصفه.
بدت محاولاته تلك جنونًا كاملًا لدرجة أن أغلب علماء ذلك الزمن لم يتفاعلوا معها، سواء سلبًا أو إيجابًا إلا أقل القليل، فانتهى به الحال إلى عزلة لم يفهمها، وإن أبقى على إيمانه ودهشته، إيمانه في أن ما يراه صائب، ودهشته من أن معاصريه غير قادرين على رؤية جمال وبهاء نظريته.
لقد قتل المتنبي شعره، بينما جنت على إدنجتون نظريته.