أدونيس : الحوارات الكاملة 1

نبذة عن الكتاب

ولئن توافرت مصادر ومراجع متعدِّدة عن تجربة أدونيس، علاوةً على توافر مؤلفاته شعرًا ونثرًا؛ فإنّه يبقى هناك نقصٌ كبيرٌ في المكتبةِ الأدونيسية، ويمكن توضيح سبب هذا النقص بغياب جانبٍ مهمٍّ جدًّا من جوانب شخصيّة أدونيس المعرفيّة، وأعني بذلك عدم وجود عملٍ متكاملٍ يضمُّ حوارات أدونيس المنشورة في الجرائد والصحف والمجلات والدوريّات... على مدى أكثر من ستين عامًا. من هنا بزغت فكرةُ هذا المشروع الكبير، وهو جمعُ حوارات أدونيس الكاملة ونشرها في أجزاء عدّة. ويمكن إجلاء أهميّة نشر هذه الحوارات الكاملة، على أساس أنها تؤلِّفُ الخيط الهادي إلى فهم تطوّر تجربة أدونيس الإبداعيّة، إذ إنّه كشفَ فيها عن الانعطافات الرئيسة في مساره الشِّعريّ، مقدِّمًا نقدًا ذاتيًّا عميقًا لتحولات بنيات قصائده، بدءًا من أعماله الباكورية، مثل: «قالت الأرض»، و«قصائد أولى»، وصولًا إلى مرحلة اكتمال نضجه الإبداعي في «أبجديّة ثانية» و«الكتاب» بأجزائه الثلاثة. هذا، إلى أنّه قدّم تحليلًا معمَّقًا لأفكاره المطروحة في كتبه النثريّة، مثل: «الثابت والمتحول» و«زمن الشِّعر» و«الصوفية والسوريالية»... تكشف الحوارات عن وجهين متآلفين في شخصية أدونيس: وجه الشاعر الذي يكتب قصائده في المقاهي والشوارع وعلى شواطئ البحار وضفاف الأنهار؛ ووجه آخر هو وجه المفكِّر الذي يضع تنظيراته وحيدًا بين جدران مكتبه. إنّه شعريًّا انفتاح على العالم، وفكريًّا انقطاع عنه.