اقتباسات من رواية بينما تنمو أشجار الليمون

«الرحيل يعني أن تتركي وراءك ما فعلتِه هنا»

«لقد أصابتنا الدكتاتورية بالشيخوخة حتى قبل بدء الثورة.

يذهلني كيف أن المسافة بين حمص ودمشق لا تتعدى ساعتين ونصف بالسيارة. في إحدى المدن، يتم انتشال الناس من أنقاض المباني المدمَّرة، وفي الأخرى، يجلس الناس في المقاهي يشربون القهوة ويضحكون.

«هذه بلدي. إذا هربت… إذا لم أدافع عنها، فمَن سيفعل ذلك؟»

التفتُّ لأنظر إلى غروب الشمس المحتضر ثم إلى اللون الأزرق الشفقي الذي يلتهم الضوء. يقترب الليل سريعًا، لكنني أعلم أنه ليس أبديًّا. غطاء الظلام هذا لن يدوم إلى الأبد. شرُّهم ليس إلى الأبد. ليس ما دام إيماننا وتاريخ سوريا يجري في عروقنا.

«هذا هو ثمن مستقبل مليء بالحرية يا خوف. إنه الثمن الذي يدفعه حمزة كل يوم. لكني سورية. هذه أرضي، وكما هي الحال مع أشجار الليمون التي تنمو هنا منذ قرون، فإن الدماء المراق لن يوقفنا.

لافتة منهم تلفت انتباهي. بأحرف مثالية مرصَّعة باللون الأحمر، مكتوب قصيدة قديمة.

‫ «كل ليمونة تلد طفلًا، والليمونة لن تموت أبدًا».

‫ وما زال الليمون ينمو ويزهر ويغذي الثورة

هذا المكان مسكون بأشباح أولئك الذين عاشوا هنا، ويصرخون من أجل العدالة التي لم تتحقق.

تلتمع عيني. نحن ننسج الفرح بين نوبات العذاب. تذكير بعضنا البعض بأننا ما زلنا هنا.

تتجوَّل عيناي فوق كتفيه نحو القِدر الخزفيَّة الزرقاء الموضوعة مباشرة تحت أشعة الشمس. ظهرت بتلات في التراب تقاوم الجاذبية، وهي تُذكِّرني بسوريا. بقوتها وجمالها. بكلام ليلى وروحها. ماما وبابا وحمزة.

‫ تذكِّرني أنه بينما تنمو أشجار الليمون، لن تموت أبدًا.

ألا تعتقدين أن الديكتاتورية السورية أكثر شبهًا بالسرطان الذي ينمو في جسم سوريا منذ عقود، وأن الجراحة، على الرغم من المخاطر، أفضل من الاستسلام له؟ مع شيء متأصل بعمق في جذورنا، لا يأتي التغيير بسهولة. له ثمن كبير».