اقتباسات من رواية المنسيون بين ماءين

كيف انتهى كلّ هذا؟! لم نكن نراه جمالًا، ربّما لأنّنا اعتدناه، ففقدنا إحساسنا به، حسبنا أنّه سرمديّ، متغطرس لا مثيل له، دمّرنا كلّ شيء! كلّ هذا انتهى؛ لأنّنا نحن البشر بحاجة دائمة إلى المساحة، وإلى التوسّع،

ولكنّه رأى ابتسامة العمّ محمّد الذي ربَّت على ظهره بفخر، وقال: «لن تغرق، حين يشمّ البحر رائحتك، ويشعر بمائه في دمك، فيعلم أنّك منه فلا يُغرقك». أ

كان الماء عذبًا، أشدّ عذوبة من الماء في آبار الجزيرة، شرب وكأنّه لم يشرب في حياته، هذا الماء لا يمكن الارتواء منه. أطلق آهًا مرتفعة.

«افتح ذراعيك على وسعهما، مدّهما، فالبحر لا يقبل الضعفاء».

عرف أنّ أكثرهم رقّة هو سعود.

«ما الحياة إلّا لهوٌ ولعبٌ، ألم تسمع قول الشاعر؟»

يريد أن يحيا بسلام، ما له وما للدفاع عن أرض ليست أرض أجداده؟! هو الغريب عنهم منذ صغره والآن يطالبونه بالدفاع عنها!

أجابها وهو ساهٍ في عالمه: «انظري إلى حرف اللام، ما أجمل…».

أرعبني أن يحرمني الله موهبتي، هو الوليّ المعطي من غير حساب، فكيف أخالف شرعه وحكمته وأساوي نفسي به وأخلق صورة إنسان لا أقدر على بثّ الروح فيها؟!

«نحن هكذا كنّا، جوعى إلى العلم، لم ألمس إلّا كتابًا واحدًا في حياتي.

لا شيء أجمل من حرف الكاف حين ينثني، وحين يكون آخر النون ممدودًا، تكتب بداية الجملة أول السطر، ثمّ الكلمة التي تليها فوقها مباشرة، وهكذا الجمل تكتب بشكلٍ تصاعدي.

كلّهم أَتَوها من الأراضي المجاورة. تعايشوا حتّى صاروا من أهلها.

«ولكنّ وعي البشر لا يمكنه فهم أفعال البحر ومشيئته».

«ما بالُ عينِكَ لا تجودُ بمائِها والنَّفْسُ قد طُوِيَتْ على غَمّائِها».

ذاكرة للبشر، الذاكرة للأوفياء،

«الشمس لا تخرج من الأرض. البحر هو الذي يبعثها لنا».

‫ تركته غاضبة منه والغيرة على ملامحها، لا تجتهد لإخفائها. أدار رأسه فرأى النسوة ينظرن إليه ولكأنّه الخلاص.

نحن شعب الربّ، لا زوال لنا، كلّ ما في أجسادنا سيّر لخدمته».

«سيقف حاملًا الشعلة حتّى يحين أجله»

الصمت نجاة فاختاره.

أخبرهم المعلّم أنّ البحر كالإنسان، في داخله خير وشرّ يتصارعان؛ لذلك لا تطأ أرض البحر إلّا بعد الصلاة، ولا تسبح في مائه إلّا وأنت تسبّح بحمده.