السرد والحجاج: سلطة السياق في بناء المعنى
نبذة عن الكتاب
بلغ انفتاح الأمّة العربيّة الإساميّة واحتكاكها بالشّعوب الأخرى، كالفرس والهنود، ذروته في العصر العبّاسي الّذي تمّ فيه تشجيع التّلاقح الثّقافيّ والفكريّ، وهو ما نتج عنه تطوّر كبير في شتّى الميادين العلميّة والثقافيّة، وفي مجال الأدب خاصّة، فبرزت المحاورات والمناظرات، والتّرجمات من اللّغة الفارسيّة إلى اللّغة العربيّة أو العكس، ككتاب هزار أفسانة الّذي نُقل إلى العربيّة باسم ألف ليلة وليلة. يتضمّن هذا الكتاب حكاية بعنوان تودّد الجارية مع العلماء وهو النصّ الّذي نروم تناوله بالدّراسة والتّحليل، وقد ورد هذا النصّ أيضاً على شكل مناظرة فقهيّة في الجزء الثّاني من موسوعة مناظرات الأذكياء ومحاورات البلغاء بين المنافرات والمفاخرات للسيّد صدّيق عبد الفتاح، وتغطّي المناظرة إحدى وثمانين صفحة؛ أمّا في كتاب ألف ليلة وليلة فقد جاء النصّ على شكل ليالٍ تمتدّ من اللّيلة 428 إلى اللّيلة 454 . لقد تمّ نقل النصّ من سياقات إلى سياقات، بحيث نُقل من حقل ثقافيّ هو الحضارة واللّغة الفارسيّتان إلى حقل ثقافيّ مختلف هو الحضارة واللّغة العربيّتان، ومن متن هو كتاب «ألف ليلة وليلة » إلى متن آخر هو موسوعة «مناظرات الأذكياء ومحاورات البلغاء بين المنافرات والمفاخرات » وهذا بدوره أدّى إلى انتقاله من نصّ سرديّ إلى نصّ مناظريّ. اللاّفت للانتباه أن الاختلاف في السّياقات يؤدّي إلى تغيّر في المقصديّة وفي الشّكل وفي التّأويل؛ وهذا ما حدث مع نصّ «تودّد الجارية مع العلماء » الّذي نُقل من تراث سرديّ خياليّ فارسيّ لعلّ هدفه كان الإمتاع قبل الإقناع، إلى تراث عربيّ متمثّل في مناظرة فقهيّة مصنّفة ضمن مجموعة من المناظرات والمحاورات التّاريخيّة كمناظرات الإمام الشّافعيّ والإمام أحمد بن حنبل وغيرها من المناظرات، الّتي مثّلت جدالا مذهبيّا يهدف إلى الإقناع أكثر من الإمتاع.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2025
- 224 صفحة
- [ردمك 13] 9786140245792
- منشورات ضفاف
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
13 مشاركة