اقتباسات من رواية البكاؤون

❞ اكتشف أبي في زحمة حياته المليئة بالنضال أنه لم يوفر مالًا لدراستي ❝

❞ انتهى الاجتماع، وبعد شهور رجعت الجماعتان إلى هدوء غير معلن، لم يُقتل أحد، لم يفصل أحد من عمله، فقط تطلقت بعض النساء، وتحطمت نوافذ بعض السيارات. ❝

❞ علّقت لاحقًا:

⁠‫- لا يحق لأي شخص أن يرفع القلم إذا لم يكن خبيرًا في النحو.

⁠‫الأستاذ غازي لم يتفق معي:

⁠‫- ما يحتاجه الكاتب هو تجربة الحياة العميقة، لا قواعد اللغة ولا زخرفها. ❝

❞ ودهش صادق حين رأى أهل الميت لا يبكون ميتهم، وجوههم مكفهرة لكنها خالية من الدموع، وتذكر جده يقول إن البكاء على الميت مذموم عند السنة، يخشون أن يكون تفجعهم كفرًا بقضاء الله ❝

❞ تذكره بنصائح دستيغيب في الأخلاق الإسلامية، وأن حب الله وحب الدنيا لا يجتمعان في قلب واحد، كأنها تعدّه ليصبح جنديًّا في الثورة الإسلامية، رغم أنها لا تعرف متى ستندلع ❝

❞ ما جرى للسيدة حسينية في أيام مرضها كان كرامة لا تُمنح إلا للصالحات وخادمات أهل البيت، وأنها: لخاطر الله، جعلت الموت ينتظر أيامًا، عكفت فيها على ختام القرآن، وفي صباح اليوم التالي كانت إلى جوار ربها. ❝

❞ ⁠‫- نحن ننصر الحسين بدموعنا. ❝

❞ لا شرقية لا غربية، جمهورية إسلامية، ينشدها في مكبرات الصوت رواديد بحارنة، عرب أقحاح يلوون ألسنتهم من أجل عجمة فارسية رائجة، بعدما صار مزاج الزمن إيرانيًّا! ❝

❞ منذ تفتح وعيه، أدرك صادق الحزن الذي يعيشونه، حزن لم تروضه أربعة عشر قرنًا مرّت، البكاء الذي يتوارثونه، هنا في عائلته حيث لم يسمع قط: كن رجلًا، لا تبكِ! هنا البكاء ليس من شيم النساء، لا يزدرونه ولا يسخرون منه ❝

❞ أما اليهود فيدير وجهه عنهم، لا يستطيع أن يبتسم في وجوههم!

⁠‫- لماذا؟

⁠‫يسأل صادق:

⁠‫- لأني أخجل من فلسطين.

⁠‫- مَن فلسطين؟

⁠‫- بلاد عربية اغتصبها الصهاينة. ❝

❞ تؤمن السيدة حسينية بأنه من العبث أن تهدر دموعها على توافه الحياة، فالأجدر بها أن تذرفها على الحسين، حين تضحك وتطفر من عينيها دموع الفرح رغمًا عنها، فإنها تستغفر، وتقول: كثرة الضحك تميت القلب ❝

❞ الحزن على الحسين أسلوب حياتها، تسير فيه بكل ما أوتيت من عزم، حتى أنه لم يترك لها سوى قليل من سرور. ❝

❞ غير أن أكثر ما تباهي به السيدة حسينية هو لقب المحمّرية، لأنها وُلدت في المحمرة، في مأتم أمها على وجه التحديد، وختمت القرآن على يد والدها الملا، وعاشت الحزن الشيعي منذ بداية وعيها، كتبت الشعر، وألّفت القصص الكربلائية. ❝

❞ التقشف هو أسلوب حياة ثوري، الترف هو إسراف الطواغيت، الوعي ثورة، والرياضة إلهاء للجماهير، سيارته القديمة ثورية، يغسلها له كل أسبوع شاب فقير، يقول جواد إنه ثوري رائع. ❝

❞ وأن جذع شجرة شقه الأطفال ونضح صمغًا، يمكن أن يفهموه في يوم حزين، من أيام أحزانهم الكثيرة، أن الشجرة مبروكة، تبكي على إمام قُتل، أو سُمِّم غدرًا، منذ زمن بعيد. ❝

ما من شيء أهم من الإنسان، حتى الوطن لا يرقى أن يكون أسمى منه.

لكن تاجرًا ثريًّا من معارفه، يزكي أمواله بابتعاث طلبة للدراسة في الخارج، منحني بعثة لدراسة الأدب الإنجليزي في لندن.

سمع ذات ليلة نحيبًا متكررًا من زنزانات مجاورة، وقدّر أن الدموع في السجن ليست بذلك السوء، إذا ما ذُرفت بوقار، إذا ما سالت حزنًا وليس خوفًا، وهكذا تغلب على عقدة البكاء أمام الرجال، وبكى دموعًا منحته راحة،

أردت أن أعلمه الشيء الأصيل في عائلتي، وأننا قوم بكاؤون، جئنا إلى الدنيا لكي نسطر حياتنا بالدموع

لأن الديانتين اللتين ولدنا فيهما، لا يمكنهما صياغة عقد زواج لنا، افترقنا من دون أن تلتقي شفاهنا على قبلة.