لم أقرأ لعبدالعزيز بركة ساكن من قبل، رغم نيتي لأن أقرأ أشهر أعماله "الرجل الخراب"، وتشاء الأقدار والرغبات أن أبدأ بما يُشبه سيرة له، فالكتاب بمثابة مقتطفات من حياته، نشأته، كيف بدأت علاقته بالقراءة، كيف بدأ الكتابة، وما المواضيع التي يختارها عندما يكتب، مشاكله المتعددة مع دور النشر ومع الرقابة، كل ذلك بالتوازي مع كفاحه في الحياة، وتنقله من قارة لقارة، فوجدت في هذه السيرة ما أحب عموماً في قراءة سير الكتاب، ألا وهو الشفافية والمتعة، الشفافية كانت حاضرة في وصفه للأحداث الذي يمر بها، والمتعة كانت مصاحبة بسبب سرده الدافئ واللطيف والساخر فتجد حميمية صادرة من الكتاب تجعلك تقرأ وأنت تتعاطف/تستمع بالحكايات.
الجميل في هذا الكتاب أنه ليس موجهاً لقارئ بعينه، ولكنك غالباً ما ستجد فيه ضالتك، لو أحببت أن تقرأ عن سيرة الكاتب فهنا ما يكفي ويوفي، ولو أحببت أن تقرأ عن دروس في الكتابة مثلاً فهنا ما يُكفي ويُوفي، وليس بطريقة مبتذلة ولا مُعقدة في أغلب أجزاء الكتاب إلا الجزء الأخير وهو أقل أجزائي المفضلة في الكتاب بشكل عام، ربما لأنني شعرت برفع لغة السرد الحميمية إلى ما يُشبه التقرير الجامد، وهو بكل تأكيد مُبرر بداخل الكتاب، ولكنه لم يعجبني كباقي الكتاب.
ختاماً..
كتاب مُمتع ودافئ سيشجعك بكل تأكيد على القراءة للكاتب وخصوصاً بعد حكاياته عن كل عمل كتبه وظروفه المصاحبة، وحتى لو قرأت للكاتب كل أعماله، فهذا لا يزال عمل مهم وساحر، ودعك من كل ذلك، ألا ترى معي أن العنوان وحده يحتوي على قصة؟