كما هو موضح قرء،2022
الكتاب 38/2022
الخزنة: رواية الحب والحرية
عصمت منصور
نحن لا نختار النهايات، هي الّتي تختار اللحظة الّتي تضرب بها، مثل نصل سيف على لوح خشبيّ جافّ، مُحْدِثَةً ضجيجًا موجعًا. يحدث هذا عندما نكون في ذروة بحثنا عن نهاية مختلفة أنفقنا لأجلها أجمل سنوات وأيّام عمرنا وطاقتنا، حتّى إذا ما واصلنا الحياة بعدها، نواصل ببقايا عمر ودون طاقة.
أنا الّذي افتديت سامر، وجهزّته للموت شهيدًا، وأعطيته دوري في الهرب. لم أكن أعلم أنّني أدفع به إلى جحيم لا يحتمل من العذاب. لم أقل لسامر، وبقيت حتّى هذه اللحظة أخفي عنه أنّني أعطيته دوري وآثرته على نفسي ليس من أجله، بل لأنّني وعدت أخي الّذي لاحظ خشونة يديّ وسألني أكثر من مرّة عن السبب، واعترفت لأخي أنّنا نحفر نفقًا ونخطّط للهرب، فكان طلبه الوحيد منّي حين عَجِزَ عن إقناعي بالتراجع ألا أكون الأوّل الّذي سيخرج من النفق وألا أكون الأخير، وأن أحاول أن يكون ترتيبي في الوسط.
اهداء غريب:
هو اهداء لعنوان موجع “إلى "كلّ الأطفال الذين كان يمكنهم أن يولدوا، وأن يكون لهم شأن وحيوات، ولمن كان يمكن أن يكونوا آباءً وأمهات لهم، لولا السجن"، "لكل الأحداث التي لم تقع". اهدي هذه الرواية من وحي ادب السجون انطلق الكاتب والاسير المحرر عصمت منصور أسير محرّر وروائيّ. أمضى في الاعتقال ٢٠ عامًا. صدر له خلال اعتقاله: سجن السجن والسلك ورواية الخزنة ب 172 صفحة مقسمة ا بين الاعتراف من الكاتب بتردده في الكتابة لأنه لا يريد العودة الى عذابات السجن لولا حدثين وهما عمله وهروب الاسرى الستة من سجن جلبوع عبر النفق بتاريخ 06/09/2021 حيث شكل هروبهم ضربة قوية للسجون وأنظمة الأمان والنهاية التي ارادت اخبارنا ان الحب والحياة والامل هما سلاح السجين ضد أنظمة السجن لذلك لا بد للحب ان ينتصر
لقد أخبرنا الكاتب بذلك من خلال رواية من صميم أدب السجون يمتاز بتمجيد الحياة ويحتفي بالحب ويعلي من شأن الإنسان، بخلاف الانطباع العام السائد عن كل شيء. عن القمع والظلم
البدايات :
يمكن الحديث عن الرواية من خلال شخصياتها المحورية فسامر هنا بطل قصتنا بل هو عنوانها الأول والاوحد هو اسير من عدد كبير من الاسرى شعر ان جدران السجن لا تحمل روحه التي ارادت الانطلاق ففكر بالهروب ولقد عبر سامر عن ذلك بقوله "ان اللحظة التي تتخذ فيها هذا القرار الذي لا نعود بعده كما كنا قبله هي الأهم وكل ما سيتبع هذه اللحظة لن يعدو الا ترجمة لها وتدريبا على التعود على ذاتك الجديدة.
كانت الحياة داخل المعتقل اشبه بسجن كبير يسجن السجين نفسه فيه ان استسلم ولم يتمكن من الامل وكانت حربا للأحزاب السياسية كل فصيل على خلاف مع الثاني الا في حالات الاضراب او المصلحة العامة للسجن والحياة فيها نوع من الرتابة اليومية الموزعة بين الرياضة واللعب والنوم والنقاشات السياسية والاطلاع على اخبار العالم الذي يسير في اتجاه مختلف يختلف عن الحياة داخل السجن حيث الجدل السياسي والديني وغير ذلك
كانت خطة سامر الهروب من السجن مع صديقه وكان الأسير سفيان هو الملهم من خلال محاولته الهروب سابقا لذلك اتفق مع صديقه الذي ارتبط مصيره بسامر من خلال البحث ودراسة مداخل ومخارج السجن انظمته وغير ذلك الى ان فكر بطريقة مختلفة للهرب وهي ساحة السجن لا الأماكن المعتادة ويوجد بداخلها المغسلة فلا أحد يدخلها غير السجين المكلف من قبل إدارة السجن بالعمل بها مع اثني من العمال لمساعدته في غسل ملابس الاسرى لذلك عمد سامر الى مصادقة الحارس والعمل معه من اجل الهرب.
خطة الهروب:
وبعد ان حدد المكان حيث الزمان مرتبط بنجاح الخطة بدا بالخطة
وكانت من الأشياء البسيطة سلك مروحة وعصاتها صنع منها حفارا ليتمكن من حفر التراب وتذويبه لكيلا تنتبه إدارة السجن
دعوة مسؤول المغسلة الى مصادقة الجنود والابتسام لكيلا يشعروا بخطة الهروب
العمل على تقليص العقبات واخفائها وجعلها عوامل مساعدة لنجاح خطة الهروب وهذا ما حصل.
البدء بالحفر: او البدء بقصة الحب حب الحرية مثل قصة الحب بين صديق سامر ومحامية حقوق الانسان لكنها هنا. اعمق تحدث الكاتب عن انفعالات السجناء تكتمهم كيفية الحفر الاتحاد بين الأحزاب النقاشات العامة كيف تمكنوا من الحفر وإظهار حياتهم الطبيعية بين السجناء وخداع السجانون شعورهم مع كل انجاز تخلصهم العقبات كعقبات الصخور عن طريق دفنها لقد كان سامر هنا العقل المدبر هو الدينامو التي سارت فصول العملية من خلاله لقد تنشق عبير الحرية من خلال كل ضربة وكل ذرة لا يهم ان كانوا قد فشلوا بالهروب بسبب العشب لكنهم خرقو خارج جدران السجن وهذا هو المهم.
يوم الهروب او النهايات
بعد أن لفّ كلّ واحد منّا مصحف قرآن على صدره، وجهّز حقيبة وضع فيها أشياءه القليلة الّتي ستعينه على الأيّام الصعبة القادمة الحافلة بالمطاردة الّتي تنتظره، نزلنا إلى داخل النفق بهذه الكلمات تحدثوا عن خطة الهروب والخروج بعد جلسة عاصفة حددوا فيها ترتيب الأشخاص وعملية الخروج كانوا يلبسون زيا اسود ليخنفوا في عتمة الليل وخرج الأسير الأول إبراهيم بسلام لكنه نسيو عملية العشب الذي أصبح شوكا يابسا والاحجار المتراصة حول فتحة النفق وتمكن إبراهيم من خداع الحارس الذي انتبه عند خروج الأسير الثاني بسبب صوت الحصى فقام بأطلاق النار ليخرج سامر ويتم اكتشاف عملية الهروب ويهجم الجنود عليه في هجوم يمكن وصفه بانه صعب حيث غرق بالدماء في وجهة ليتم إعادة اعتقالهم وتفتيش السجناء وسلب اغراضهم الى اخر الممارسات الهمجية
سامر وسفيان
ارتبط مصير سامر بمصير سفيان أكمل الاثنين يعض رغم ان ما حصل مع الأول يختلف عن الثاني فكل شخص هرب بطريقته كل شخص يحث عن رفيق عن مساعدين كان الاثنان أصحاب فكرة قال سامر لم أكن اريد النهوض عن العشب كنت اريد ان ياترك اثار من جسدي تحلق ان تشعر بهواء البلاد فلم أكن اهتم برفسهم او ضربهم او اية أمور أخرى فقط اردت ان اطير.
في النهاية لا يمكن للسجان ان ينتصر ولا بد للقيد ان ينكسر يوما ما