اقتباسات من كتاب وأنقذتنا الصفحات : حكايات من ونس الكتب

يوسف إدريس: «الثقافة هي المعرفة الممزوجة بالكرامة، فلو كانت الثقافة تعني المعرفة فقط؛ لما اهتاجت السلطة، فماذا يهمها من سابلة الثقافة ورعاعها، إنما الذي يصنع الأزمة الدائمة هي الثقافة ذات الكرامة

وهكذا بينما تتكاثر الأقزام على رأسها ويقفزون على كتفها تتعثر أقدامها في العمالقة وقد تطؤهم وطئًا.‏

سعدت جدًا بزيارة أحد أساتذتي بالبيت، وكانت زيارته فرصة لأسأله عن علاج لكثرة النوم التي تأتيني أحيانًا، فلم يجبني. وتسامرنا.. وقبل أن يخرج من البيت، كتب ورقة ووضعها في أحد أرفف مكتبتي، كتب فيها: ‏«من لديه مكتبة بها كتب كان يحلم بها ثم حصل عليها، ولم يقرأها وما زال يحلم بها غيره، ينبغي ألا ينام».

نحن جيل الثمانينيات، آخر جيل كان يُصلح شرائط الكاسيت بعشرين (لزقة) ليسمع كلامًا يحبه، في الوقت نفسه كنا نرمي شرائط جديدة على الطرق لأنها ليست على هوانا على رغم من كونها شرائط مشهورة، كنا إذا ضاع شريط ملزوق نحبه، نحزن عليه بصدق ونعتبره عِشرة عمر، ففكرة أن نشتري أو نقرأ كتابًا لأن قوائم الأعلى مبيعًا تأمرنا بقراءته ونتخلى عن وقتنا في قراءة كتب نحبها.. فكرة غير منطقية.‏

«المثقف هو من يحمل الحقيقة في وجه القوة».

‏في الحب السائل يؤكد الكاتب الفكرة المحورية لدى المسيري وهي (تحول الإنسان إلى شيء منعدم القيمة)، فقط تحركه وتحرك إليه المصلحة لا غير، إنها مرحلة موت اليوتوبيا والأيديولوجيات وتشيؤ الإنسان وعموم النرجسية وطغيان الفردية

العوام هم قوّة المستبد وقُوته، بهم وعليهم يصول ويطول، يأسرهم فيتهللون لشوكته، ويغصب أموالهم فيحمدونه على إبقائه حياتهم، ويهينهم فيثنون على رفعته، ويغري بعضهم على بعض، فيفتخرون بسياسته، وإذا أسرف في أموالهم يقولون كريماً، وإذا قتل منهم ولم يُمثل يعتبرونه رحيماً،

القراءة في الكتب الصعبة مثل متعة التزلج على الثلج عند إجادتها بواسطة خبير، وكل من القراءة والتزلج نشاطان شيقان، أما عند أدائها بواسطة مبتدئ فإنها تكون غير ملائمة بل ومُحبطة أيضًا، والكتب التي يحتاج فهمها إلى جُهد وعناء هي كتب تتحداك ولا تُعجّزك،

محمد عفيفي مطر: «على قدر المشقة تكون مغانم الرحلة، وعلى قدر السهولة والاقتناص الخاطف تكون تفاهة الحصاد»

عَرَفتُ الشَرَّ لا لِلشَر لَكِن لِتَوَقّيهِ‏

‫‏وَمَن لَم يَعرِفِ الشَرَّ مِنَ الخَيرِ يَقَع فيهِ.‏

«أؤمن بأن الكتابة صلة رحمٍ ودم، أن تكتب شيئًا هنا ويشعر به آخر يعيش بالضفة الأخرى، كأنك كنت تأكل معه بالأمس من نفس شريحة اللحم على وجبة العشاء، أو ما هو أكثر كأنك شاركته خلوته بلا أن تجرحه

‏القارئ الجيد للكتاب يجد أن العبرة الأبرز من الكتاب هي أن حياة الأفراد لا تُقاس بالزمن، ولا بما يُحصله الفرد من مال أو متاع، بقدر ما تُقاس بعدد الإنجازات التي يقدمها الفرد لخدمة الآخرين

يصفون المواد التي تستعيد خواصها بعد التعرض للطرق أو التمديد أو الانكماش أنها مواد صامدة، وهو المعنى نفسه الذي يحمله الصمود النفسي، إذ يعني القدرة على استعادة الفرد لتوازنه بعد التعرض للألم والصعاب

كيف قتل الهوتو إخوانهم التوتسي في رواندا من دون أن يهتز لهم جفن، يقول أحد المُحاكمين: «إنهم لم يكونوا ينظرون إلى التوتسي كونهم أصدقاءهم القدامى، بل لم يكونوا يرونهم بشراً من الأساس وإنما محض حشرات وصراصير»

الهدر مختلف عن القهر، فالقهر يعني أن الشخص تحت سطوة غيره ومتحكم فيه، أما الهدر فهو أوسع من القهر بحيث يكون القهر إحدى حالاته، فالهدر هو مثول الشخص في كل الأوقات إلى سلطة غيره بحيث يتحول إلى مجرد شيء مُستخدم، وجعله في خدمة سلطة ما، إما بالقوة أو التخويف أو التجهيل

حين تسكت عن حقك الواضح خوفًا، فلا تتوقع من الآخر أن يحترم حقك.. سيتصرف في المرة القادمة كأن التطاول على حقوقك من المسلمات.‏

‫ ‏ممدوح عدوان‏

أسوأ يوم في التاريخ هو يوم معركة (بواتييه)، عندما تراجع العلم والفن والحضارة العربية أمام بربرية الفرنجة، ألا ليت شارل مارتل قُطعت يده ولم ينتصر على القائد الإسلامي عبد الرحمن الغافقي.‏(133)

أولئك الذين لايقرأون التاريخ..‏

‫ ‏محكوم عليهم أن يكرروا أخطاءه وخطاياه.‏

‫ ‏زيغمونت باومان‏

أولئك الذين لايقرأون التاريخ..‏

‫ ‏محكوم عليهم أن يكرروا أخطاءه وخطاياه.‏

‫ ‏زيغمونت باومان‏

التأني في تناول الطعام يجعل له قيمة، كذلك التأني في قراءة الكتب المختارة بعناية هو ما يجعل للقراءة قيمة، إنها الفرصة الكبرى للعقل ليتأمل ويسأل وينتقد وينضج ويتطور ويستمتع، كل متعة منها تتطلب التركيز في التفاصيل