اقتباسات من رواية سجلات الشر : جرائم النوم واليقظة

هكذا الموت إذن، يشاهدنا من بعيد، يلاحق خطواتنا الصامتة، يترصد لحظاتنا العابرة، في انتظار اللحظة المناسبة ليدخل حياتنا دون إذن، كضيفٍ من غير دعوة، ينقض على من جاء دوره في الأوقات غير المتوقعة، وغالبًا في تلك اللحظات التي يشعر فيها

الاعتراف مؤلم، ولا شيء أهون من التبرير الدائم للنفس، والبحث عن الأعذار لكل تصرف خاطئ، وإلقاء اللوم على الظروف أو على الآخرين … أيضًا.. الخوف من مواجهة الحقيقة ينبع من خوفنا من التغيير، فالحقيقة تتطلب منا أن نواجه عواقب أفعالنا.

ثمّة نوع من الأحاسيس لا يمكننا الحديث عنه، إننا نحسّه وحسب

السعادة التي تأتي من طريق الزهد هي سعادة الحكمة والنضج. إنها تنبع من معرفة الذات أولًا، ومن قبول الحقيقة كما هي. عندما نزهد، نتعلم العيش بصدق مع أنفسنا، نقبل ضعفنا، ونفهم أن الحياة ليست محض الوصول إلى قمةٍ ما، بل

أن الإجابات الصعبة تختبئُ غالبًا في أعماق الليل والهدوء.

فخلوة الإنسان بنفسه تعلمه التفكير والتأمل، وتمنحه الاسترخاء، وتصقل مواهب شخصيّته، وإذا كان لشيء فضلٌ في بقاء الإبداع الإنسانيّ على وجه هذا الكوكب، بل ونموّه عامًا بعد عام، فلن يكون هذا الفضل إلا لخلوة الإنسان بذاته.

إنها تؤمن بأنّ أهميّة التواصل مع الذات أعلى بكثير من أهميّة التواصل مع الآخرين، فخلوة الإنسان بنفسه تعلمه التفكير والتأمل، وتمنحه الاسترخاء، وتصقل مواهب شخصيّته، وإذا كان لشيء فضلٌ في بقاء الإبداع الإنسانيّ على وجه هذا الكوكب، بل ونموّه عامًا

وفي يقظتي والمنام..

‫ يُفتشني الحزنُ في كلّ ليلٍ

‫ فماذا يُفتش هذا الغرابُ الغبيّ

‫ بهذا الحُطام!

‫ مظفر النوّاب