مرّت عليها أوقاتٌ كثيرة كادت أن تسمع صوت انكسار قلبها. كانت تذرف الدموع من شدة أنينها في صمت تام؛ ظلت تتخبط كثيرًا، محاولة النهوض لتتعافى، عاهدت نفسها أن
تجعل حروفها نيرانًا تهب في وجه مَن جعلها تتألم بفقده،
تفترس بكلماتها مَن يرشدها للصواب ظنًّا منها أنها تنتقم،
أصبحتْ معقدة، عنيدة، هجومية، تتشبث برأيها وتتبع شيطانها لتغلب مَن حولها بفصاحة لسانها، معتقدة أنها سوف تفوز أمام عاصفة الحب، تُحبط كل محاولات قلبها ليدق، ثم تجبره على غلق بابه في وجه مَن يقترب!
دعتْ في صلاتها أن يرقق الله قلبها، فرأت نعشًا أتاها على حين غفلة، ارتعدت خوفًا، وهرولتْ، لكنه لحق بها وظل يسحبها داخله غصبًا، عجزتْ عن الحركة تمامًا.
هل أتت لحظة قبض روحها؟ هل ستموت الآن؟!
هل حان الوقت أن تدرك أنه لا شيء يستحق الحياة إن كان لغير الله؟!
رواية
#المنتقبة_الحسناء
#شيماء_عفيفي
دار غراب للنشر والتوزيع