"بقايا من القافلة
تنير لها نجمةٌ آفلة
طريق الفناء
وتؤنسها بالغناء
شِفاهٌ ظِماء،
تهاويلَ مرسومةً في السراب
تمزّق عنها النّقاب
على نظرةٍ ذاهلة."
- أزهار وأساطير للعراقي بدر شاكر السياب 🇮🇶
اِلتَهم المرض شاعر العراق المبدع بدر شاكر السياب وهو بعد لم يكمل عقده الرابع، فرحل الحسد، وبقيت الروح العطرة تتضوع بها أبيات شعره الحداثي. كنت قد قرأت له "المعبد الغريق"، فلم أفارق قدس أقداسه إلى الآن، ثم جاء هذا الديوان كاشفًا عن وجه آخر لشاعر مرهف الحس شديد الرومانسية.
يستقطر السيّاب الحزن والألم شعرًا، فنجد أنفسنا أمام مشاهد من مرضه ونثرات من خيبات حياته القصيرة، فيتأرجح الديوان بأكمله بين العاطفة وتهافتها، والأمل وسرابه، والحب وحتمية انقضاء دورته، دون أن يغفل الرجل جزالة اللفظ وعذوبة الطبيعة التي طالما ألهمته منذ أن كان صبيًا يترعرع بين أشجار النخيل في قريته.
هل يسعدني القدر بقراءة المزيد من أعمال السيّاب والبياتي والجواهري والرصافي ونازك الملائكة في مقاهي بغداد الأصيلة قبل انقضاء عامنا هذا؟
#Camel_bookreviews