الغراب أعلى عمود الإنارة
نبذة عن الكتاب
أخيرًا وجد نفسه عند ذات عمود الإنارة، صحا من سيل الذكريات المتدفّقة شاعرًا بأنّ ضياعه قد انتهى وأنّ الرحلة الطويلة قد آلت إلى وصول. أحسّ بصدره ينشرح، رغم الألم العميق الذي راوده بعد أنْ نكأ جراحه القديمة. حرّك رأسه مُستكشِفًا الحي، وجده قد اختلف كثيرًا، يقطنه غرباء لكناتهم غريبة. ورغم أنّه عثر على نفسه أخيرًا فوق ذلك العمود، إلّا أنّه ولأوّل مرّة شعر بالغربة في موطنه. فكّر في أن يبوح للعالم أجمع؛ أن يبكي ويبُثّ أحزانه، لكن من سيصدّقه، فالغربان دائمًا كاذِبة! بكى الغراب من صميم روحه المنكسرة، وعندما بلّلتْ دموعه بلاط الشارع وانسابت، كان قد طار عن عمود الإنارة، ثمّ تشظّى إلى آلاف الجزيئات الضئيلة، قبل أن يصير إلى رماد. هبّت رياح عاصفة، ونثرته في الشوارع، وفوق أسطح البيوت، وعلى أوراق الشجر، وبين ذرات التراب، وفي كل شبرٍ من الحي (ب).التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 157 صفحة
- [ردمك 13] 9789777517904
- روافد للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
23 مشاركة