النقد الأدبي المعاصر : أسسه الجمالية.. وتطبيقاته العلمية
تأليف
محمد حسن عبد الله
(تأليف)
تعنى هذه الدراسة العلمية برصد "النقد الأدبي المعاصر" في أسسه الجمالية/الفلسفية، ومداخله في وصف وتحليل الإبداعات الأدبية. ونحن ننظر إلى الجهود النقدية – عبر تاريخها الطويل – منذ "أرسطو" وكتابه "الشعر" – إلى ما ينتجه النقاد في مختلف الثقافات، ومختلف المواقع في زماننا الراهن – على أنه نتاج " قبيلة واحدة " وجهت كافة طاقاتها لتحقيق غاية أساسية، وهي: الكشف عن جماليات الإبداع الأدبي، ومحاولة تحديد العوامل المؤثرة في إبلاغ رسالة هذا الإبداع الجمالية، والفكرية.
هذا الهدف المشترك (الموحد) يمكن أن تختلف وسائل الأفراد والجماعات (الجمعيات) في الوصول إليه، وفي وصف ملامحه، ومع هذا تبقى الغاية ثابتة.
وهكذا عرضنا – في حدود المعاصرة – للمنهجين اللذين شكلا أهم ملامح النقد الأدبي الحديث: الأسلوبية – والبنيوية، مع الحرص على وضع كل منهما في إطارها الخاص، والتعريف بالأسماء الفاعلة، ولأن المدخل النقدي، مثل: الظاهرة الأدبية – لا يظهر فجأة، وإنما تسبقه علامات كاشفة مبشرة، ولا ينتهي فجأة، وإنما يترك آثاره - أو بعضاً منها – فيما يخلفه من جهود نقدية تحاول أن تواكب محدثات العلوم الإنسانية [ فضلا عن العلوم المعملية ] - فقد استدعى هذا الإطار أن تتعدد الإشارات إلى جهود السابقين في تلك القبيلة العاملة، الجادة – قبيلة النقاد – في حدود الكشف عن جماليات الإبداع، ورسالته الإنسانية الطامحة إلى تنوير الفكر الإنساني، وتحقيق " لذة " التذوق – في نفس الوقت.