كل هذا الدفء في عيني مريم > مراجعات كتاب كل هذا الدفء في عيني مريم

مراجعات كتاب كل هذا الدفء في عيني مريم

ماذا كان رأي القرّاء بكتاب كل هذا الدفء في عيني مريم؟ اقرأ مراجعات الكتاب أو أضف مراجعتك الخاصة.

كل هذا الدفء في عيني مريم - إيمان جبل
تحميل الكتاب

كل هذا الدفء في عيني مريم

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    كل هذا الدفء في عيني مريم (إيمان جبل) عن المرأة التي كتبت توراتها.

    "كان ياما كان" أول ترنيمة الحكايات على لسان امرأةٍ، نسي العالم المرأة ولم ينسَ الحكاية. وكان ياما كان امرأة أخرى، بكتْ فكان الشعرُ. وكان ياما كان امرأة أخرى، جاءها المخاضُ، فكانت بعدها النبوة، وأفكرُ أيمكن للمرأةِ أن تخلق نبوتها؟

    كانت النبوءة الكبرى على لسان زرقاء اليمامة، فأصبحَ الشعرُ مخاضها الأزلي. كل هذا الدفء في عيني مريم. من البداية يحدد الديوان خارطة واسعةً للتأويل، يبشرُ بقصيدةٍ " بلا نبوءة .. بلا صليب .. بلا راع أو ذئاب .. بلا بئر " كان ملمحها الرئيسي اسمٌ، لنقل أنه بابٌ موارب، ينفتحُ على صورةٍ لامرأة تحمل طفلاً " مريم التي تشبهنا وتعرفنا .. وكأنما هزت إليها .. بجزع الألم " لتتجسد الأمومة عبر الديوان متخذة عدة تجليات، تقابلها الأبوةُ التي تحمل تجلياتها المختلفة أيضاً: " ابتلعتُ صحناً كاملاً من الحساسية قبل أن يطل طيف أبي أمام عيني ويخبرني أن لونه المفضل في الحياة لا يناسب فكرته القديمة عن الإله" ص10 هنا يسبق الأبوة فعلُ الإرادة الحرة في ابتلاعِ الحساسية، كحالة مجازية عن الهشاشة، قبل أن تظهر الأبوةُ، التي لا تعني بالضرورة صورةَ الأب الفعلي، بقدر ما تعني أطيافه خارج منظومة الأسرة، ولتقف هذه الصورة كحاجز فصل بين قدرتنا على الاختيار ( لونه المفضل في الحياة ) وبين التصورِ، الفكرة، المنقولة والجامدة عن الإله، والذي لا يعني بالضرورة الإلوهية بقدر مجازاتها في القيم العليا والمجتمع والعائلة. ولأن العائلة هي الشجرة التي نبتت من التحام الأبوة والأمومة معاً، جاءت القبيلة من التحام عائلة بأخرى. تقفُ القبيلة هنا كحاجز أصلي بين عالم الداخل وعالم الخارج. طبعاً لذات الشاعر عالمه الداخلي الذي يسعى أن يصير عالمه الخارجي، وهنا، تحديداً عند الباب، يخرجُ اصبعها المهدد: " كأن تقنع القبيلةَ بحاجتك لتمشية قصيرة خارجها فينادون: " الخروج يعني الموت " أيعني ذلك أن الحياة في البقاء في الداخل؟ إذن فالقبيلة لا تحدد فقط الهوية، بل نطاق الحركة، حدود الحياة التي تحملُ معها الرغبات والأحلام. لكن القبيلة في نص " القبيلة فكرة خيالية نمت في رأسك" تتلون، تموه نفسها في أشكال مختلفة. فالأرض التي ستحبك تمارس عليك فعل القبيلة، وكذا الحبيب، ونفتح القوس ليضم معه مسميات أخرى لكل ما يسعى لامتلاكنا. ولأن القبيلة لا تعترف بالفردية، يأتي نص تليغراف تباعاً، كأنه فرد في قبيلة من النصوص، ليقول ما لم يقله سابقه. يعود النص بأصل الحكاية إلى المنبع الأصلي للألم " الطفولة" : " حين بدأت كتابة الشعرِ كان الطفل سليط اللسان في رأسي يسب القبيلة بدءاً من حوش بيت جدي وحتى ساحة الميدان" ص15 إذن فالطفولة أول إدراك لفكرة القبيلة التي تمتدُ من البيت إلى المدينة إلى المجتمع. هذه الرغبة في التمرد فطرية، تظهرُ بصورة بدائية في سباب الطفل، وحين يأتي الشعر تُنحى جانباُ، تربطُ على الباب كعلامة ربما، أو كتحذير: " حينما أخبروني أن الشعرَ كما التحضر للصلاة ربطت لسان الطفل على باب البيتِ وشرعتُ في الوضوء" ص15 إذن فالشعرُ هنا يكتسب صفة الفعل المقدس، في ديوان يحملُ خطوات مريم في رحلتها المقدسة، من سجن القبيلة إلى الخلاص. فأين رفيق الرحلة إذن؟ " لي قلب ضائع عندك أيها الابن ليس بإمكاني أن أكون ماما اليوم ليس بإمكاني أن أكون ماما لحظة إضافية" ص54 صادمة ذات الشاعرُ هنا. بينما أمضي في رحلة مريم، في صورة الأمومة والطفولة في برواز الطفولة والميلاد، تباغتنا الأمومة بفعل التخلي. التخلي في حد ذاته فعل تخفف، لكن العادة أن نتخلى عن الثقل، لا عن الاستمرارية، فالبنوة في حد ذاتها أمومة وأبوة تكبرُ مع الوقتِ كلما رواها الحبُ، لكن : " ربما بإمكاني فقط أن أهبك الحبَّ ولكن ليس اليوم صدقني ليس اليوم" ص55 هنا نستمر في لعبة مخالفة التوقعات التي بدأت بأننا أمام قصيدة " بسيطة .. تخلو من الأسماء المقدسةِ والدلات المهيبة" ص38 فبينما تقوم الأمومة بفعل التخلي، والأبوة بفعل الغياب، والأرض، التي هي صورة أخرى للأمومة، بفعل القتل، فحضور المقدسات ودلالاتها أيضاً كان أمراً جلياً في الديوان من عنوانه، مثال: " أحاول مفاوضة الوقتِ فترفضُ آلهة الوقتِ قرابيني الفيزيائية التافهة" ص18 .. " في عيد الفصحِ سألني الصبي عن نظرتي المخيفة فاقترحتُ عليه أن يجرب وضع عينيه في جيوبه " ص37 إذن فعبر بوابة المقدس يمر العادي، تولد الأسئلة بلا إجابات، وتحكي مريم حكايتها، بكان يا ماكان التي لم تُنطق، فقط تركت لكلمات تترد كثيراً في الديوان عن زمن سبق، كالذاكرة، السنوات السابقة، الماضي، لحظة الميلاد وغيرها. لنعود إلى مريم. في " قصيدة بلا نبوءة" أيضاً وهنا تعد الكتابة أن القداسة نُحيت جانباً. هنا بضمير الراوي العليم تحكي القصيدة عن مريم التي : "مريم التي تشبهنا وتعرفنا وكأنما هزت أليها نخلة الألم فتساقط عليها رطباً من حجارة جرحناها فهدهدتنا لأننا منها" هذا مزج خلاب يختصر كثيراً من سمات الديوان. فهنا ذات عليا، حتى أن ذاتها أكبر من القبيلة نفسها، ولا نقول أننا نشبهها، فنصير جميعاً نسخاً لامرأة واحدة، بل هي التي تشبهنا، كل على حدا، مقدمة أكثر القيم التصاقاً بها " التضحية التي هي إحدى تجليات الأمومة. وكأن القصيدة تعيد الأمور إلى نصابها، منكرة فعل التخلي عن الأمومة محيلة إياها إلى مقام أعلى، مقام التضحية. وخلال الديوان تقدم مريم ذاتها من خلال مفردات حياتها العادية، تلك التي عبرت من بوابة المقدس، فانتزعت قداستها، فنقرأ عن مطبخها، عن أوانيها المفضلة، عن خصوصية علاقتها بمكونات عالمها الصغير، عن ارتباط كل ذلك بالأمومة والحب.في قصيدة بيتي المشتهى، يمكن أن ننصت لصوت الذات في رسالة محبة إلى مريم: " يا حبيبتي يا عذراء أحزاني الأولى لا تنسيني وأعدك بألا تموت ذاكرتي" ص123 هنا تقترب مريم في التشكل أكثر، حيث لم تعد أيقونة عامة لامرأة بعينها، بل اكتسبت خصوصية أن تكون عذراء الأحزان الأولى، التي تمتد في الزمان من الطفولة إلى ما بعدها، محتمية لا بالمقدس بل بالذاكرة الشخصية، التي لو ماتت سينمحي معها وجودها، كأن مريم والذاكرة مرتبطان، بل كأن مريم بكل دلالاتها هي الذاكرة نفسها. لا يمكن بأي حال أن نوجز في ثيمات الديوان عند نقاط معدودة. فالنص الواحد يمزج بين عدة ثيمات، فالقبيلة تتداخل مع الأبوة والأمومة والطفولة والحب والتمرد والوحدة وإزاحة المقدس قليلا عن مكانه وإدخال العادي إليه. كذلك يدرج النص إشارات وأسماء إلى أصدقاء مقربين وشعراء، كأنها دعوة إلى حفلٍ، لعله عيد ميلاد، للذات الجديدة التي ولدت فيها مريم نفسها من جديد، داخل ديوان تتحاور فيه فكرتان أصليتان : الميلاد والقيامة. وعلى هذا النهج تحدث محاورات أخرى بين المتقابلات : الموت مع الحياة، السكينة مع الغضب، البيت مع العالم، الأمومة مع الطفولة، التضحية مع التخلي، وسجالات أخرى لعل لكل قارئ غيري متعة اكتشافها، كاكتشافي الشخصي لهذا العمل المميز للغاية. عندي رأي يخصني، أن الشعر في الأصل يعود إلى المرأة، طفلُ آخر منحته الحياة، فمنحها الحلمَ. وأن ما بين الشعرِ والأمومة علاقة خاصة، أقول أنه يجد في الأمومة عند الشاعرات، الأمومة بكل منحها وأوجاعها، مساحة خضراء للهو، للعودة للطفولةِ واكتشاف تاريخه الشخصي فيها، لا أقول يعبر عنها، بل هي التي تعبرُ عنه في شاعريتها الخاصة التي تنتقل بين الرقة والقسوةِ، كأي فعل بشري يريدُ التمرد على القبيلة والمقدس.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ديوان مبهر وقاسي ♥

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    1
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
1