جبل التجربة - زكريا محمد
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

جبل التجربة

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

فجأة ردّ لي الموت ما أخذه مني. وقفتْ عربته أمام بيتي، وأنزلت كل شيء: أحبتي الذين اختطفهم مني، أصدقاء طفولتي، والأمل بتنورته القصيرة. لم يعد لدي ما أبكيه. أستطيع الآن أن أضع نعلي تحت رأسى كي آخذ غفوة طويلة. غير أن فاختة ناحت على الدالية. لم النواح يا فاختة؟ ألا ترين أن أخي القتيل هابيل قد عاد؟ ألا تبصرين كيف عاد الأمل يلثغ مثل طفلة في الثالثة من عمرها؟ ردت الفاختة بصوت لا رحمة فيه: "ما فُقد لن يعود. لن يعود أبدا". أيتها الكذّابة. سوف أكسر غصنك. سوف أكسر المنبر الذي تعظين فوقه. الكون دائرة. وكل شيء يسافر من نقطة على محيط الدائرة ثم يعود إليها. والموت ذاته حصان يجري على هذا المحيط. يحمل حمله ثم يفسخه. يأخذ القتيل ثم يردّه. ردت الفاختة ثانية: "لا، لا، الموت حرّاث. يصيح ببغلته: دي... دي، ويشقّ ثلمه الطويل. ثلمه لا يتوقف أبدا، وبغلته لا ترتد". سحبت الفاختة نعلي من تحت رأسي. خرّبتِ الحفلَ الكبير الذي كنت أنوي أن أبدأه.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
2 2 تقييم
14 مشاركة

اقتباسات من كتاب جبل التجربة

‫ أمامي على الطاولة نموذج لقلب من بورسلان ويفترض أن هناك قبضة دموية مثله في صدري ‫ كما يفترض أن الحب يقيم في هذه القطعة الغريبة ‫ لكنني لا أحس بهذا فحين أفكر بمن أحبهم لا ترجف حتى عضلة واحدة

مشاركة من Rudina K Yasin
كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب جبل التجربة

    2

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    3

    مجرد أفكار تم جمعها لا جدبد في،مستوى الكتاب

    لكن لذكرى الكاتب الذي الف عصا الراعي وهي من زهور فلسطين الجميلة وتخليد جبل القرنفل

    كتب يوسف الشايب:

    بالتزامن مع مرور أربعين يوماً على رحيل الشاعر زكريا محمد، وبحضور أسرته، نظمت دار خطوط وظلال للنشر، ضمن فعاليات معرض فلسطين الدولي للكتاب، قراءات لشاعرات وشعراء من فلسطين، من المختارات الشعرية الأخيرة له "جبل التجربة" الصادرة عن الدار في العام الماضي.

    وانتظمت القراءات في قاعة زكريا محمد، وهو الركن المخصص لتوقيع الكتب، ويضم لوحات وشيئاً من أشعار صاحب "جبل التجربة" وكتاباته، بحضور زوجته سلمى وابنته رند، ونخبة من أصدقائه ومحبّيه، إضافة إلى عشرات المثقفين والمبدعين وزوّار المعرض.

    انطلقت المبادرة من قبل مؤسسة دار خطوط وظلال د. هناء البوّاب بهدف تكريم الشاعر زكريا محمد، بالتزامن مع مرور أربعين يوماً على رحيله المفاجئ والصادم.

    وفي "جبل التجربة" قصائد كتبها زكريا محمد في الفترة ما بين العامين 2008 و2019، مذيلة بتاريخ محدد، لكنها دون عناوين، كما درج في جلّ مجموعاته الشعرية.

    وقرأت الشاعرة أحلام بشارات أولاً: قصيدة كان مطلعها تساؤلاً مفاده "لم كسرتِ يا يمامة خاطري؟"، تلتها قصيدة جاء في مطلعها: "ولدتُ من أجلكم .. ولدتُ كي أسبقكم، وأفتح لكم الأبواب"، أتبعتها بـ"أغلق آب بابه وفتح كتابه، لكنني لستُ هناك كي أسمع تهجئته للكلمات"، وبعدها كانت القصيدة التي كان مُفتتحها "عصفور في يدي، وعشرة على الشجرة.. العصفور الذي في اليد هو ذاتي، والعشرة التي على الشجرة ذات نسرين"، لتختتم بالقصيدة التي يقول مطلعها: "الألم يأتي من الزهرة، من كأسها وبتلتها"، وجلّها مختارات من مجموعة "زراوند".

    ومن ثم قرأ الشاعر محمد دقة "من جبل التجربة"، ثلاث قصائد مختارة من مجموعة "كشتبان"، جاء في مطلع أولها "كل شيء ينفع كبداية، تستطيع أن تبدأ بذيل طائر التدرّج الطويل، أو بالجناح الملغي للحجر، وسوف تصل إلى النقطة ذاتها"، أتبعه بقصيدة تبدأ بـ"لمحتكُ وأنا أركض، لكن لم يكن عندي وقت كي أقف وأقبّل يدك"، ليختم بأن "ليس صحيحاً أن لكل طائر أغنية.. ثمة طيور لا تغني أبداً، تقف على أسلاك الضغط العالي، وتدير رؤوسها يسرة ويمنة فقط، اليسار هو الصخرة، واليمين هو الحجر".

    بدوره انحاز الشاعر فارس سباعنة إلى النص الذي قال في مطلعه زكريا محمد: "وضعتُ كلّ ما في جيوبي أمام محقق المخابرات العامة: عملات معدنية، علاقة مفاتيح، منديل ورقي، علبة علكة صغيرة، فواتير ماء وكهرباء، وأوراق مخربشات، ثم قدّمت اعترافاتي كاملة، وخرجتُ"، ليتبع بنص ثانٍ جاء في مطلعه: "أحد ما شرب كأسي قبل أن أمسكه بيدي.. أيعقل أن تسير الأمور هكذا؟ أيعقل أن لا أعرف نفسي وأنا أواجهها في المرآة؟".

    وذهبت الشاعرة هلا الشروف إلى تقديم نصّين كان مطلع الأول: "سأغنيك يا حبيبي، يا حصيري القصير"، أما مطلع الثاني فكان: "تمشي السلطعونات مشية عرضية على الشاطئ، وتقطع بمقصّاتها الوتر من منتصفه، أمّا النجوم السيّارة فتقطع المجرّة بسيوفها".

    واختتمت القراءات الشعرية من "جبل التجربة" بنصّ حمل في متنه اسم المختارات، قدّمته الشاعرة سنابل قنو، فألقت ممّا كتبه الشاعر زكريا محمد: لا تجرّبوني، أنا لا أصلح للتجربة.. أقعد صامتاً مثل سراج مطفأ في طاقة، وفي الصمت ألد نفسي، بل إنني ألد حتى أعدائي كي أكون عادلاً.. لديّ خمسة أصابع، وهذا كثير عليّ، أكثر ممّا ينبغي، يمكنكم أن تقطعوا اثنين منها بالمنشار، يمكنكم أن تتركوا حقيبتي تسافر وحدها في المطار، لكن لا تدخلوني في تجربة، فأنا من رفعتُ بيدي جبل التجربة ووضعته في مكانه كي يكتم صدر أريحا.. الليل يطبع قمره على جبيني، والنهار يدرك أنني جندب، وأنّ حقل الشوفان كميني.. أنا خارج التجربة.. الليل فرس، والنهار جرس، والحقيقة خيط أزرق من دخان.

    وبعد أن قدّم الشعراء قصائد من مختارات "جبل التجربة"، أتبعها الشاعر خالد جمعة بشهادة عن صاحبها، التم محبّوه يواسون بعضهم البعض، ومنهم من يتصفح الكتاب، ومنهم من يتأمل رسومات ونصوصاً أخرى في لوحات داخل الزاوية الصغيرة، التي كانت حميمية، مساء أول من أمس، بمن حضر، وبمن قرأ شعراً، وبما بقي عالقاً في المكان الذي حمل اسم الشاعر زكريا محمد

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق