يغتسل النثر في نهره
تأليف
شربل داغر
(تأليف)
أكتب، كما لم أكن، ولن أكون.
أكتب ﰲ ذلك التحايل (أي القوة) بين الرغبة والإمكان والسعي وفتح النوافذ ﰲ الجدران الصفيقة.
أكتب ما يعلو من دون أن يكون طيراً، ما يدبُّ خفيفاً من دون رياء أو مماطلة.
أكتب ﰲ اللحظة، ما يجمعني بما يخفاني ويثيرني: ﰲ ذلك التباعد، أو التجاسر؛ ﰲ همسِ هواءٍ من دون وادِيه؛ ﰲ بحَّة الحرف من دون أجراس أو زغاريد؛ ﰲ تناهي الصوت إلى منتهاه؛ ﰲ قبض الشعاع العابر فوق غصنٍ انطباعيٍّ؛ ﰲ ذلك التهاوي اللذيذ بين أن تكون ما كنتَ وبين أن تكون غيرَه؛ ﰲ تلك الأرجوحة التي لا تعاود الدوران نفسه، بل تباغت الدهشةَ ﰲ كل محاولة للارتقاء واللهو.
أيها اللهو الذي لا ينساني، إن نسيتُه، إن تغاضيتُ عنه، دعني أستبِحْ ما لم يكنْ، وما كان، بتلك الرعونة التي للفراشة!
دعني، ففيكَ ما فيها، من افتتان اللحظة بصورها العابرة.
دعني أكتب، لكي أحيا.