أجهل حقيقة ما حدث لاحقًا؛ لكن غضبًا هائلًا بغاتني مكتسحًا في طريقه كُل جوارحي. ابتلعني لأصبح في نهاية الأمر مُجرد جُزءٍ منه!
هل استحضرت دون وعي - شيطانًا لمؤازرتي! أجهل ما حدث، ولو كنت وقتها إحدى شخصيات المانجا؛ لفضل رسامها أن تكون عيناي بلون الدم القاتم، ولأحاط وجهي - الشاخص في قلب الفراغ - بظلًّ مُقبض مُخيف. عندها أدركت أمرًا واحدًا؛ يجب أن تخرُج كلماتي للنور بأي طريقة... مهما كانت.
مش من عادتي قراءة روايات الجريمة، ولكن أحمد علي قدر يخليني من الشريحة الكبيرة اللي بتقرأ له من أول رواية "صفر واحد".
والمرة دي الرحلة مع بطل – انا اعتبرته بطل مش مُجرم - ساكن جوه كُل معشر الكُتاب اللي نفسهم في فُرصة للوصول ولكن دايمًا بيفشل لأسباب غير واضحة.....فبيقرر انه ينتقم بطريقته الخاصة.
بيتخطف كاتب مشهور اسمه (طارق الصاوي) كتُبه دايمًا الأكثر مبيعًا في دار النشر التابع ليها، وبيتم مساومته على كتابة حبكة جيدة لقصة بتتكلم عن جريمة اختطاف. بعدين ندخُل على رسائل تهديد لـ (حاتم الصايغ)؛ صاحب دار نشر شهيرة وبيُمثل كل ما معاني الرأسمالية والطمع والشر. ايه الرابط بين المُجرم، و بين طارق الصاوي، وحاتم الصايغ؟
- الظابط كامل الحُسيني وحبيب قلبي مكمل معانا بعد ما شوفناه في روايات أحمد اللي فاتت، بقدّاحته المعدنية وصوت غطاها اللي بيسعدني.
- الأسلوب رائع، ساخر بشكل مُحزن بعض الأحيان، بالإضافة لاستخدام بعد الكلمات المُتداولة في الوسط الأدبي اللي هتحسس اي كاتب بيقرا الرواية انه عايش جواها.
- المُجرم كاتب بارع، أعتقد ان أي حد بالدماغ دي لو حس بالقهر وفاق الموضوع الحدود، هيقوم بتنفيذ أفظع الجرائم.
- موضوع "طبيبتي – رحمها الله" موتني من الضحك.....جدًا!
- بعد تجميع خيوط الرواية وبعد ما توصل للنهاية هتتأكد إن الرواية دي تستحق تدُخل مسابقة تقيلة وتكسب في فئة أدب الجريمة.
أنا مش حريف ريفيوهات – وهو عارف ده – بس اللي أقدر أقوله إن أحمد علي كاتب شامل؛ بيكتب أدب ساخر، فانتازيا، جريمة، وبرع فيهم كلهم. أنا لازلت لحد الأن عندي شك ان المُجرم هو أحمد علي في فترة ما من حياته من شدة براعته في انه يوصل لي أحاسيس المُجرم......والصراحة خايف أصارحه بالموضوع ده، بس أكيد هو هيقرا الريفيو وهيعرف إني شاكك....و يارب أطع غلطان....عشان أنا مش حِمل خطف.