مقدمه:
- هذه الرواية ارشحها لك اذا كنت من محبي الكتابات التى تنبش في التغيرات التى حدثت فى المجتمع المصري فى السنوات ما قبل ثورة يناير وحتى وقتنا المعاصر.
- لأقرب لك الفكرة اكثر - ولا اعقد هنا اي مقارنات على الاطلاق - واذا كنت من محبي روايات من نوعية: ( على سبيل المثال )
باب الخروج للكاتب عز الدين شكري فشير ، جمهورية كأن للكاتب علاء الأسواني ، كتاب ماذا حدث للمصريين وكتاب ماذا حدث للثورة المصرية للكاتب جلال أمين ورواية سنوات الجري في المكان لنورا ناجي ، فهذه الرواية لك بكل تأكيد.
---------------
رواية طويلة ترصد التحولات التي طرأت على المجتمع المصري قبل الثورة بسنوات قليلة وما بعدها والى الان.
رواية مقسمه على جُزأين. الجزء الأول يحمل عنوان ( أنجريتا ) وهو يمثل ثلثي الرواية. تدور الاحداث من خلال كاتب يتم تكليفه بمهمة مراقبة وحماية شخص ما مقابل مبلغ مالي كبير.
من خلال القراءة تجد نفسك امام العديد والعديد من الاحداث التى عصفت بالمجتمع المصري وطريقة تعامل كل فرد معها وقدرته على المقاومة أو التكيف أو السقوط والانهيار.
قدم الكاتب شخصيات عديدة تمثل كافة أطياف الشعب وطريقة تعاملها مع الأحداث كما ذكرت سابقاً. ستجد الآكل على كل الموائد ، الباحث عن الحرية والمساواة ، المتاجرين بالدين لأغراض سياسية بحتة ، المُجبر على التعايش مع اوضاع يرفضها حتى تمضي الحياة ، المُهمشين الذين وضعوا قوانين خاصة بهم بعد ان تركتهم الدولة واصبحوا عبئاً عليها.
الجزء الثاني من الرواية بعنوان ( فئران بدينة ) ويتم حكيه من خلال صديق الكاتب لنفس الأحداث وفيه يتم تجميع الصورة بشكل أوضح والرد على علامات استفهام كثيرة وسد ثغرات كانت فى الأحداث من وجهة نظر الكاتب الأصلي لها فى الجزء الأول.
السرد هو الغالب على الرواية كما هو متعارف عليه بطبيعة الحال مع هذه النوعية من الروايات وكان سريع الإيقاع. اما الحوار كان بالعامية لاضفاء جو من الحميمية بين القارىء والشخصيات وكان اختياراً موفقاً نظراً لخصوصية الحدث الذي تناقشه الرواية.
بالنسبة لشخصيات الرواية فهي متعددة نظراً لانها تضم كافة اطياف المجتمع المصري لكن هذا لن يسبب لك مشكلة. فقط تحتاج منك الى التركيز اثناء القراءة نظراً لتعدد وجهات النظر للحدث الواحد.
كل جزء له نهاية - لن اقول مختلفة - لكنها نهايات تُكمل بعضها البعض. ستتضح لك الصورة اكثر واكثر مع قراءتك للجزء الثاني بكل تأكيد.
فى الختام قدمت الرواية صورة واقعية لما عاشه المصريين على مدار سنوات طويلة ورصدت اهم التحولات التى عصفت بالشارع المصري والتى ادت فى النهاية الى ان نتحول الى مجتمع مريض يحارب نفسه كما يفعل جهاز المناعة بالإنسان عندما يتمرد على الجسد ويقرر الإطاحة به !. وربما اصبحنا مجرد كلاب تنبح ولا يلتفت لها احد بعد ان صارت غير ذات خطر على من يملكون زمام الأمور.
