أحذيتنا مهترئة، وبنادقنا أهلكها كثرة الاستخدام، وذخيرتنا تكاد تكون على وشك النفاد؛ نحن جميعًا متسخون، نحيلون، تشوهت ملامحنا، جميعًا نشعر بالإرهاق، لقد مرت الحرب فوق أجسادنا مثل قطار السكة الحديد.
العودة
نبذة عن الرواية
نبدأ أخيرًا في الاعتقاد أن السلام حقيقي، فحتى هذه اللحظة كنا نتوقع أن يأتينا أمر بالعودة إلى الخنادق. ندخل إلى قرية كبيرة. تتدلى بضعة أكاليل متشبعة بالماء عبر الشارع، لقد مرت العديد من القوات هنا بالفعل، لذلك ليس من الجدير بالأمر أن نقوم بأي عناء مثلهم، لذا يجب أن نكتفي بالترحيب الباهت الذي يتكون من بضعة لوحات مبللة بالمطر وملفوفة حول أشجار البلوط، الناس بالكاد يلقون نظرة علينا أثناء مرورنا، حيث أصبحوا معتادين على ذلك، ولكن بالنسبة لنا، كان هذا حدثًا جديدًا لقدومنا للوطن أخيرًا، كنا نشتاق لبضعة نظرات ودودة مرحبة، مهما تظاهرنا بأننا لا نهتم، على الأقل، قد تتوقف الفتيات وتلوح لنا، يحاول تيادين جذب انتباه إحدى الفتيات، ولكن دون جدوى، نحن نبدو بائسين جدًا بلا شك، يصاحبنا هنا فقط الأطفال، نأخذ أياديهم بين أيدينا وهم يجرون بجوارنا، نقدم لهم جميع قطع الشوكولاتة التي يمكننا تقديمها، فنحن نرغب بالطبع في أن نحمل جزءًا صغيرًا منها معنا إلى المنزل، يأخذ أدولف بيتك طفلة صغيرة بين ذراعيه، تشدّ على لحيته كما لو كانت لجامًا، وتضحك ببهجة عند رؤية تعابير وجهه المتجهمة، الأيدي الصغيرة تتلمس وجهه بلطف، فيمسكها ليُظهر لي مدى صغرها، لكن الطفلة تبكي فجأة بمجرد أن يتوقف بيتك عن مداعبتها بتعابير وجهه المضحكة، يضع الطفلة على الأرض لتهدأ فيقول كوسولي: يبدو أننا قد تحوّلنا إلى وحوش مرعبة.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 380 صفحة
- [ردمك 13] 9789778738292
- إضافة للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
50 مشاركة