التين البري
تأليف
جميل إبراهيم
(تأليف)
جميل إبراهيم
(ترجمة)
يذهب جميل إبراهيم، في باكورته الروائية «التين البري» إلى الجهة الأخرى من الكتابة، الجهة التي أُسدل عليها الستار، إثر حركة دورة الزمن، وكادت تكون منسية، ماخلا أصداء مرويات شفاهية باتت تتناثر، وهي في طريق الاندثار، كما هو شأن كل ماهو خارج التدوين، خارج التوثيق، وهوما تعرض له التراث الكردي الذي تم تناهبه، وتسجيله باسم ماركات طارئة، وتضييعه، وإعدامه كامتداد لحالة إمحاء ملامحه، ووجوده، وهويته، بالرغم من أن ثمة ما هوعالق في الذاكرة الكردية جيلاً بعد جيل، إلا أنه- هو الآخر- لم ينج من هذا المصير الدرامي، لأن الحملات التي تعرض لها الكرد عبرالتاريخ لم تقتصرعلى استلاب مكانهم، والحرب على لغتهم- حاضنة التراث والإبداع وشريان الغد- وإنما راحت تسطو على التفاصيل الجميلة، والإلماعات، والإشراقات، والإنجازات التي حققها هذا الإنسان، إذ ثمة كثيرون، من شركاء مكانه، جيرانه الذين راحوا يخلعون- الشال والشاب والكوفية- عن تراثه، وبات كل من هؤلاء «يرديه»- أويكسيه ماشاء من أردية، وكساء، وأسماء، بما يبدو نافراً، غير مناسب لثقافات، ورؤى بعضهم، وهي إحدى المعضلات الكثيرة التي تعرض لها الكردي، بعد أن اجتزئت خريطته، وحلمه، وبات يذوب في بوتقات غيره من الأمم التي ربطها به بوتقة انفض عنها الآخرون، وظل يحرسها، وكانت مكافأته كل ما يجري له الآن.