- رواية جريمة تدور حول فكرة ما يفعله الخذلان فى الإنسان خاصة عندما يأتي من أقرب الأشخاص اليه. الخذلان بمنتهى البساطة قادر على تحويلك من ملاك برىء إلى شيطان رچيم.
- الملاك البرىء ( نوران ) ومنذ طفولتها وهى تعيش حالة لا نهائية من الخذلان من بعد وفاة والديها المباغتة. تعرضت لشتى أنواع القهر والعذاب النفسي والجسدي واهدار طفولتها وسحق كرامتها من الجميع بلا استثناء.
- كعادة الكاتبة منذ روايتها الأولى تلقي بك فى قلب الحدث مباشرة. أنت فى قلب جريمة قتل غامضة لا تعرف أى شىء عن ملابسات حدوثها. شيئاً فشيئاً نتعرف على الخلفيات وتتضح الصورة تدريجياً.
- وسط هذا الضباب نتعرف على ( نوران ) بشكل أكثر تفصيلاً من خلال مذكراتها والتى كتبتها على مدار سنوات طويلة على طريقة الفلاش باك الشهيرة.
- السرد ممتع جداً وسلس والحبكة من أجمل ما قرأت منذ فترة طويلة فى أدب الجريمة. تنتقل من الحاضر إلى ما حدث فى الماضي من خلال المذكرات ببساطة ويسر. تتجلى روعة السرد فى الفصل الثامن عشر حيث تنكشف الحقيقة. تعيش الحدث مع ومضات من أحداث قديمة تكشف لك كل خيوط الجريمة ومبرراتها المقنعة التى تجعلك تؤمن بحتمية وأحقية وقوعها بل وتتعاطف معها رغم بشاعتها.
- الشخصيات مبنية بشكل مُحكم. كل شخصية لها خلفيتها التى تبرر أفعالها وتمنطقها.
- الحوار بالعامية وكانت تليق فعلاً بهكذا أحداث. الفصحى لم تكن لتعبر جيداً عن ما يدور حولك.
- الرواية صادمة بعنف ولا تحمل أى محاولات لتجميل الصورة. الكاتبة لم تُجمل الواقع المشوه بل أبرزته بوضوح تام وجرأة كبيرة وهذا أكثر ما عجبنى فى الرواية ككل. الكاتبة تطورت بشكل ملحوظ عن روايتها الأولى وقفزت قفزة كبيرة للأمام أتمنى أن تبني عليها مستقبلاً.
- النهاية جاءت غير متوقعة وخادعة نظراً لسير الأحداث الذى كان يشي بنهاية أخرى تماماً. نهاية تليق فعلاً برواية جريمة بدوافع وخلفيات نفسية مبررة ولها محلها من الإعراب.
- رواية تستحق الإشادة وأرشحها للقراء.