سماسرة السماء: قراءة لظاهرة الألتراس الديني > مراجعات كتاب سماسرة السماء: قراءة لظاهرة الألتراس الديني
مراجعات كتاب سماسرة السماء: قراءة لظاهرة الألتراس الديني
ماذا كان رأي القرّاء بكتاب سماسرة السماء: قراءة لظاهرة الألتراس الديني؟ اقرأ مراجعات الكتاب أو أضف مراجعتك الخاصة.
سماسرة السماء: قراءة لظاهرة الألتراس الديني
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Jack Abouchakra
قراءة بكتاب "سماسرة السماء قراءة لظاهرة الالتراس الديني" للكاتب د. خالد منتصر.
تخطت شهرة د. خالد منتصر ككاتب معني بالتنوير مكانته كطبيب. فهو يشغل منصب رئيس قسم الجلدية والتناسلية بهيئة قناة السويس ، طبعا شهرته ككاتب لم تنتقص من خبرته كطبيب. . فهو يتنفس الطب عند كل فاصلة او تنوين او عند اطلاق اي حكم او ابداء راي او اعطاء اي تعليق. وفي اصداره الجديد / القديم، تحت عنوان "سماسرة السماء قراءة لظاهرة الالتراس الديني" يقوم باعادة نشر مجموعة من المقالات كان سبق ان نشرها بجريدة الاهرام وهي تتعلق بقضية التنوير. يقول الطبيب عن كتابه بالمقدمة بانه " مقالات بلغة الطب تحاليل شاملة ورنين مغناطيسي لعقل مصر اتمنى ان تساعد في التشخيص. " ثم يضيف "التشخيص السليم هو بداية العلاج الصحيح". اذا الكاتب يعتمد منهج الطبيب بالكشف على امراض المجتمع المصري، وبحسه الوطني المفعم بالغيرة على وطنه الذي يحبه، كما نحبه نحن ايضا، - اي مصر. وبغيرة الطبيب وقلق الاب وخوف المواطن من مستقبل غامض، يعرض لنا ما تعلمه من بواطن الكتب منذ اطباء مصر الاوائل مرورا ب ابقراط الاغريقي وقسمه الشهير وصولا الى اطباء عصرنا الحديث: خدمة المريض وتعافيه. وفي حالتنا هنا المجتمع المصري وكل المجتمعات التي ابتلت بقيادة مجموعة تسوق لنفسها على انها الوسيط بين الخالق والبشر.
اللافت انه حين تقرا بين سطور هذه المقالات، فانت تشعر بان الكاتب وان كان يقصد المجتمع المصري، الا انه، من حيث لا يدري، كان يشخص كل مجتمع ابتلي بمرض تغييب العقل والانقياد طوعا لمجموعة من البشر كانوا اصل البلاء اي: "سماسرة السماء".
فالكل يعرف بان السمسار هو من امتهن عمل الوسيط الذي راكم خبرة ومعرفة بحاجة المشتري وعرض البائع . هي عملية ذهنية بامتياز غير ان هذه المهنة الرائعة تصبح سياسة خسيسة مليئة بالغدر والخيانة عندما تخرج عن هدفها المتواضع لتخدم فقط غاية رجل الدين عبر تسويق منتج قاتل هو تغييب العقل والمنطق...
يكشف الكاتب عبر سطوره عن الكثير من مكامن الامراض في جسد الوطن. يقول في مقالة "حصان طروادة الاخواني" وهنا اقتبس:
"الارهاب فكر وفتوى قبل ان يكون قنبلة وكلاشينكوف. " ويدعو الى التعرف الى الدعاة وعدم التغرر بما يعلنون. فهم تحت عباءة الاخلاق والتدين كانوا ينادون بالحرب في سوريا كما ان بعضا من دعاتهم طالبوا باصلاح الاقتصاد بالغزو والسبي... ثم يحذر من دور النساء الخطير اذ انهن يقمن بتربية اجيال جديدة لا تجد حرجا بتاجيج مشاعر الكراهية . يقول عن السيطرة على فكر الاطفال: " يفترسونهم- اي ان نساء داعش يفترسون الاطفال - فكريا ليشربوا ، اي الاطفال، من ابارهم المسمومة" عندها لن تندهش كيف لمراهق يرتدي حزاما ناسفا ليفجر كنيسة او معهدا لدراسة الاورام.".
وفي مقالته "سماسرة السماء ورؤساء مجالس ادارة الجنة" هاجم الدكتور منتصر بتهكم واضح من اسماهم وهنا اقتبس: "يملكون حق تعيين موظفا فلان فيها -يقصد الجنة- بدرجة مؤمن مقبول ومؤمن جيد وممتاز وساقط قيد، وطرد علان منها الى جهنم وبئس المصير..." ثم يذكرنا بتشابه هذا المنطق مع قضية كاثوليكية من زمن العصور الوسطى وهي صكوك الغفران. التي هدفت الى تمويل الحروب الصليبية. طبعا هو لايدافع عن اي استغلال حقير للدين انما هو يكشف كيف يجند رجال الدين معرفتهم ومواقعهم ويستغلون احترام العامة لهم، بغية اقصاء غيرهم ومن ثم يحتكرون المعرفة ويجندونها لخدمة غاياتهم عبرالاستعلاء والاقصاء واحتكار الجنة. ثم يتطرق لمفهوم الفرقة الناجية ويشرح عقلية التطرف الذي يقصي اي اختلاف ويستبيح كل المحرمات. ثم يصفهم بانهم دائرة جهنمية دراكولية.
ثم يسال عن كيفية استعادة الوعي الذي تم تزييفه وخداعه ويعتبر ان هذه القضية هي على راس الاولويات.
اما مقالته "التنوير ما بين السياسي والمثقف" يشرح الكاتب عن دور السياسيين في تعزيز دور التنوير. يقول في مطلع مقالته بان التنوير" يحتاج الى تكاتف السياسي مع المثقف ... والا فان العقل يبقى مسجونا في قفص الماضي" ذلك ان السياسي يميل لمغازلة الجمهور الذي يخشى العقلانية ويفزع من تغيير بديهياته وقناعاته الراسخة. كما ان السياسي يخشى ان يخلق المثقف مسافة استقلال عن السلطة و حركة مرنة بعيدة عن احراش السياسة... هنا يذهب الكاتب الى شرح معادلة غاية بالاهمية فالسياسي اذا ما تعامل مع الجمهور على قاعدة صندوق الاقتراع، فستظل ساقية الافكار تدور في النبع الراكد نفسه، كذلك المثقف لو بقي يردد ما يطلبه المستمعون فقط، فهو سيبقى متصالحا مع السائد. وحذر من هروب السياسي من معركة التنوير ارضاءا للشارع الانتخابي واعطى امثلة من التاريخ المصري حيث ضحى السياسيون بالتنوير وانحازوا للمزاج السلفي وتركوا المتنورين عرضة للرجعيين ينهشون لحمهم ويعرضونهم للتكفير.
الكتاب يحوي على ٥٦ مقالة اكتفيت بعرض بعضا من المعرفة التي حملتها صفحاته. .
اجمل ما يحويه هذا الكتاب هو خوف الطبيب على مريضه او الكاتب على وطنه. فالكاتب يدافع عن حق التعبير وحق الاختلاف وحق المواطنة كما انه يدافع عن دينه امام من يريد جعله مطية لاهدافه فيدعي بانه يملك توكيلا الهيا فيعطي هذا حق دخول الفردوس ويحرم اخر من الاقتراب من مياه الجنة الاقليمية
كتاب رائع انصح بقراءته....
السابق | 1 | التالي |