3 حارة الأدباء

نبذة عن الرواية

خُلقت أمينة من ضلع ليس أعوج، فهي لا تعرف غير الطاعة لسيدها وزوجها أحمد عبد الجواد. لا غضاضة عندها في أن تكون قُصاصة في كتاب السيد، فزجره أدب، وغلظته رجولة، وسهره بالخارج عادة، وغسل قدميه شرف، يكفيها أنها في حياته، وأن شفتاها تنطق بنعم يا سي السيد، تحت أمرك يا سي السيد، كلمات تشعرها بالفخر لا إذلال فيها ولا نقص من قدرها. تنتظره طويلًا كل ليلة تترقبه من خلف خصاص المشربية. تغالب النوم ولا يغلبها، حتَّى يأتي سي السيد، فمن إذن سيحضر له العشاء الذي لن يقترب منه لأنه أكل مع الغواني. ومن التي ستقدم له فنجان القهوة، التي لن يحتسيها فلا حاجة له بالسهر أكثر من ذلك. ومن التي ستخلع عنه عباءته وحذاءه، ومن التي ستأتي بطشت الماء الممزوج بالملح ليطرد الألم من قدمي السيد.