اقتباسات من كتاب من أخذ العربة؟

صارَ الوطنُ أمانًا؟ نقدرُ نرجعُ الآنَ؟».

‫ صمتتْ جَدتي وصمتْنَا جميعًا وعيونُنا تنظرُ في الشاشةِ ننتظرُ جوابَها.

‫ بعدَ ثوانٍ أجابتْ: «إن شاءَ اللهُ عن قريبٍ، قولُوا يا ربِّ…ننتظرُ الصيفَ يَنْتهي ونرَى».

‫ حسنًا، سأنتظرُ الصيفَ أن ينتهيَ، حتَّى لو انتظرتُ مائةَ صيفٍ، حتمًا يومًا سنعودُ!

حتمًا يومًا سنعودُ!‏

وكلا…لن تنتهيَ أسئلتي عنِ الوطنِ.

عندما نعودُ للوطنِ

❞ حتمًا يومًا سنعودُ!‏ ❝

وصرَخْنا جميعًا: «لاااا!». تلفَّتُّ حَولي على أملِ أنْ ألمحَ عربتَنا العزيزةَ في مكانٍ قريبٍ، لكنها لم تكنْ كذلكَ. سألَتْه رانيا: «ماذا حصلَ؟».

‫ أجابَ: «دخلتُ الحماماتِ لثوانٍ ولمَّا خرجتُ لم أجدْها. بحثتُ في كلِّ مكانٍ عنها لكنها اختفتْ!».

❞ حتمًا يومًا سنعودُ!‏ ❝

❞ منذُ ذلكَ اليومِ وأنا أفتحُ عينيَّ كي أجدَ كيسًا آخرَ من الذهبِ. رانيا تقولُ: إننا كي نشتريَ بيتًا بدلًا من خيمتِنا؛ بيتًا لا تتسربُ من سقفِه المياهُ عندما ينزلُ المطرُ، سيلزَمُنا «كيسٌ من الذهبِ». منذُ سمِعتُ تلكَ العبارةَ منها وأنا ❝

حتمًا يومًا سنعودُ!‏

‫ أمسكتْ رانيا بأخويَّ من ساعِدَيْهما وقالتْ: «دونَ هذهِ العربةِ سنصبحُ عائلةً منَ المتسوِّلينَ. علَينا أنْ نجدَها قبلَ أن تختفيَ للأبدِ».

‫ لحِقتُ بإخوتي بسرعةٍ كي نجدَ العربةَ ولا نصبحَ عائلةً منَ المتسوِّلينَ.

‫ هذهِ الليلةَ سأسألُ رانيا ماذا تَعني كلمةُ متسوِّلينَ.

«ألا تنتهِي أسئلتُكِ عن الوطنِ؟».

عندما نعودُ للوطنِ سآكلُ هذه الفاكهةَ كلَّ يومٍ، وكلا…لن تنتهيَ أسئلتي عنِ الوطنِ.

لم أختبئْ خلفَ أمِّي؛ لأنه لا أمَّ ليَ الآنَ. قبلَ الحربِ كانَ لي أمٌّ، بلْ كانَ لي أبٌ أيضًا.

حتمًا يومًا سنعودُ!‏

حتَّى لو انتظرتُ مائةَ صيفٍ، حتمًا يومًا سنعودُ!

هرَبْنا من منازِلِنا التي دمرَتْها الحربُ وصِرْنا لاجئينَ ليس لدَيْنا بيتٌ أو وطنٌ.

‫‏حتمًا يومًا سنعودُ!‏