يخمِّن أنه في وقتٍ ما من ماضي المدينة لم تكن هناك حياة بشرية هنا. كان ذلك السجن الضخم، بأسواره الوحشية العالية، وأبراجه الأكثر وحشيةً وعلوًا، خارج المدينة تمامًا. هي المدينة ما امتدَّت ووصلت إليه.
مختارات الصدفة
نبذة عن الرواية
"حسنًا، على نقيضكم، يروق للبشر أن يتذكَّروا. يستخدمون تلك الآلات كي يحصلوا على ما يسمونه ’صورة‘، وهي شيء يشبه أن تحتفظوا بالمشهد الحالي كما هو الآن، في نسخ ثابتة، لا تتحرك، ولا تتغير، وتحملونها معكم لوقت طويل جدًّا، وتنظرون إليها من وقت لآخر فتتذكرون ما كان يحدث، وكيف كانت هيئاتكم لحظتها." "لماذا؟" "لأنه أمر تودُّون فعله، أو لأن المشهد غريب، أو جميل، أو مثير للتأمل، أو لمجرد التوثيق لا غير." "التوثيق؟" "يعني هذا الاحتفاظ بسجل ما." "سِجِلٌّ؟" "إنه حيث تُجمع الذكريات." "غريب بالتأكيد! البشري كان يأخذ ذلك الشيء إذًا؟" "في الغالب نعم." "لماذا؟ أي شيء جذبه إلى ناسكنا الشاب؟" "هذا أمر لن نستطيع أن نعرفه أبدًا لأنه داخل عقل ذلك البشري. شخصيًّا، لم أستطع أن أعرف قَطُّ، أو أخمِّن حتى، أي شيء يجذب بشرًا أو يلفت انتباههم، ولأي سبب." _____ تلفت نصوص وائل عشري في هذه المجموعة الانتباه إلى الغرابة والثراء في كل لقاء عرضي أو حوار يومي عابر حول تفاصيل صغيرة أو حتى حديث النفس. تسري الأفكار والمحادثات كموجات تتنوع لغاتها ونبراتها، لتشكل سجلا مثيرا للتأمل لما تختاره الصدفة للبشر - وغيرهم - وما يختارون أن يتذكروا منها. ____التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 92 صفحة
- [ردمك 13] 9789779445946
- وزيز
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية مختارات الصدفة
مشاركة من Dina Shehata
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohamed Khaled Sharif
مختارات الصدفة هي مجموعة قصصية للكاتب والمترجم "وائل عشري"، وهي بكل تأكيد واحدة من أعجب المجموعات القصصية التي قرأتها في حياتي، لأسباب عديدة بالطبع، ولكن الأبزر منها، وما ستراه بمجرد تصفحك لأول قصة، وهو أن القصص تحمل طابع غربي، كأنها مُترجمة إلى العربية، أبطالها وعوالمها وحتى طريقة تفكيرهم، لا أعلم هل هذا عن قصد أم أن المترجم هزم الكاتب في لعبة الإبداع؟
المختارات المفضلة لي كانت الثلاثية الأخيرة، وإن كانت قصة "اعتراف كريستوفر مارلو" هي أفضل ما قرأت في الكتاب، حكاية ممتعة ومؤلمة وساخرة، ومنقول أجواءها لتشعر بأنك بداخل السجن تكتب على تلك الأوراق البيضاء، وتخاف ألا تُنشر كلماتك التي هي بمثابة اعتراف أخير عن حياة ولت ولم يبقى منها شيء.
بقية القصص كانت مُثيرة للاهتمام، غريبة، ولكن لم تكن بتلك الجودة الهائلة، فكانت الثلاثية الأخيرة -بالنسبة لي- ما رفعت قدر الكتاب.