أخيلة الظل
رواية للكاتبة "منصورة عز الدين" - وقد قرأت لها رواية "بساتين البصرة" ورواية "أطلس الخفاء"!
ليس في القصة حدود واضحة بين قصص شخصياتها وواقعهم وخيالهم - بل أن الكاتبة أخذتنا من قصة لأخرى فرعية ومن موضوع لآخر حول شخصيات الرواية المتداخلين مع بعضهم البعض بصورة في غاية التعقيد ولكن رغم هذا فالقصة نفسها واضحة ومميزة بل وأجزم أنها مسلية رغم صعوبة تركيبها وعمقها الأدبي والفلسفي!
القصة مليئة بشخصيات شديدة العمق كـ"أولجا"و "كاميليا" و "روز" و "فلاديمير" و "آدم" و "ڤيڤان" - منهم من هم أبطال حقيقيون ومنهم من هم أبطال في روايات "أولجا" - وهذا التداخل المعقد أعطى أبعاداً مختلفة للرواية ذات طابعاً فلسفياً!
القصة مكتوبة بلغة قوية كالعادة وقد تعمدت الكاتبة أن تشركنا معها في تخيل الأحداث وتسقط المواقف التي يتعرض لها أبطالها على الواقع الذي قد نتعرض له نحن في حياتنا - كما أنها تطلق لخيال أبطالها العنان فتجعل روايتها مجموعة من الروايات الواحدة داخل الأخرى!
بدأت القصة من مقعد خشبي في باحة متحف على ضفة الفلتافا قريبًا من جسر تشارلز وانتهت عند نفس المقعد الخشبي في باحة متحف على ضفة الفلتافا قريبًا من جسر تشارلز !!!
اقتباسات
"ثمة لحظات يتكثَّف فيها الزمن حتى أكاد أشعر بثقله وقوامه، أحدِّق فيه وأراه يبادلني التحديق. اللحظات المماثلة تمكث طويلًا بداخلي، ولا أتخلص منها إلَّا بتفريغها على الورق."
"اعتاد السير وعيناه مثبتتان على ظل يسبقه تارة ويلحق به أخرى، يكون أصغر منه مرة وأكبر مرات. بدا له كرفيق غير مرحب به، كتكوين رمادي مبهم يراقبه ويطل عليه من عالم غامض."
"ذكرى غيمة ظللتنا، ولم تفِ بوعدها بالمطر!"
"النساء يكرهن الصمت، بل يخفن منه ولا يتسامحن مع الرجل الصموت."
#فريديات