الحب والإدمان: نظرة في العلاقات العاطفية الاعتمادية لاستكشاف ماهية الحب والإدمان

الكتاب فعلاً جميل جداً وقيم..هناك العديد من الأشياء كنت أفعلها ولا أدري لها سبباً محدداً،أحب كتب علم النفس وكلما صادفني كتاب أقرأه بنهم شديد لكنني توقفت طويلاً أمام هذا الكتاب الملهم ولن تكتشف أهميته إلا بالاستغراق التام فيه،يضرب لك العديد من الامثلة للكثير من الشخصيات المهزوزة نفسياً أو المفتقدة للحب والحنان في أي مرحلة من مراحل الحياة حتى تكاد تصرخ إنه أنت.لقد مررت حتما بأي شئ مشابه زرع فيك شعور عدم الإستحقاقية او الإعتمادية على شخص في حياتك والمبالغة المفرطة في ردات افعالك تجاه حدث او موقف ما..إن الكتاب يعيدك إلى مركز وجعك ونواة مشاعرك الأولى بحيث تقدر ان تحدد المشكلة وكيفية علاجها وكل ذلك بأسلوب رقيق حان دون أن يسرب إليك إحساساً بالفوقية او إنك مخطئ في اتخاذ قراراتك التي قد تكون بسيطة من وجهة نظرك لكنها تحمل ثغرة أو فجوة كبيرة في أحاسيسك منذ الطفولة وتكبر دون أن تعيرها انتباهاً حتى تنقلب في النهاية عليك تاركة إياك شخصاً محطماً ممتلئاً بالندوب والجراح المفتوحة القابلة للنزف في اي وقت..

هناك جبال من الأفكار المغلوطة راسخة بنا منذ طفولتنا يصعب إزاحتها أو تفجيرها كي نستطيع أن ننعم براحة أبدية بعد ذلك في تعاملاتنا ونحن بطبيعة مجتمعنا نخجل من تعرية مشاعرنا أمام أي معالج نفسي أو حتى للأقربين منا لكنني أعتقد انه بوجود مثل هذه الكتب التي تعد بمثابة نبراس أو منارة تنير لك طريقك المعتم الطويل الرازح تحت وطأة الهموم والأذى فيساعدك للتغلب على العديد من المشاكل النفسية العالقة بك أو يرشدك على الأقل للتعرف على جوانب نفسك العاجزة التي لا تدري عنها شيئاً.

الكتاب خاص جدا بالمجتمع الأمريكي، فهو يهتم بالممارسات الإدمانية في العلاقات وربطها بالتكوين الأسري وشكل الحياة الفردية والعائلية في أمريكا، بالتالي الكتاب يعتبر مفيد في التعرف على جانب من المشاكل في أمريكا، ولا يصنف بالنسبة لي من كتب العلاقات.

قرأته ضمن تحدي أبجد للقراءة ٢٠٢٤

محمد متولي

كيف اقرا