اسم الكتاب: فواتحُ شهية ـــــ كتب عن الأماكن والناس
التعريف بالكاتب: أ.د. عاطف معتمد
أستاذ الجغرافيا في كلية الآداب، جامعة القاهرة. حصل على الدكتوراة من جامعة سانت بطرسبورغ في روسيا عام 2001. حاز جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية عام 2009. عمل مستشارًا ثقافيًّا، ورئيسًا للبعثة التعليمية في السفارة المصرية في موسكو بين عامي 2014 و2016. أسهم بعدد من المؤلفات والترجمات في الجغرافيا السياسية لروسيا، والفضاء الجغرافي المتفكك عن الاتحاد السوفيتي. قام بجولات ميدانية في كثير من الأقاليم الروسية، ودول أوروبا الشرقية والوسطى، بالإضافة إلى زيارات ميدانية في أرجاء مختلفة من دول العالم، ولا سيما الهند، والبرازيل، ودول حوض النيل.
دار النشر: دار إشراقة.
عدد الصفحات :216 صفحة.
عنوان الكتاب هو العتبة الأولى ودليل القارئ إلى النص، خاصة أنه يشكل الرسالة التي يسعى المؤلف لنقلها إلى القارئ، ومن ثم فلابد أن تتوافر فيه شحنات دلالية مكثفة، تجعله قادرا على حمل الرسائل الكامنة في النص.
فجاء العنوان غامضا لافتا للمتلقي" فواتح شهية"، هل هو يتعلق بالطعام ومكوناته (مقبلات ومشهيات)، ولكن يأتي العنوان الفرعي" كتب عن الأماكن والناس "، فيفكّ شيئا من شفرة العنوان الرئيس.
ويظهر الغلاف مزدانا بصورة الكتب وفنجان القهوة ــــ وهي رمز من الرموز الدالة على فعل القراءة ــــــ لتكتمل الصورة الذهنية لدى القارئ عن محتوى النص الذي بين يديه.
وقد أبان الأستاذ الدكتور معنى ومغزى العنوان بقوله: لقد اخترت هذا العنوان لتوكيد فكرتين، الأولى اننا نهدف الى فتح شهيتك للتعرف على مجموعة من الكتب التي نظن أنها شيقة، والثانية مردها أن هذا الكتاب ليس تأليفا أو بحثا أو دراسة، اذ كل ما أقدمه هنا لا يتجاوز "قراءة" في هذه الكتب.
كثيرة هي الكتب التي تتحدث عن الكتب، ولكل منها منهجا خاصا في استعراض الكتب، ولكن هذا الكتاب يقدم لنا صورة مختلفة ومنهجا مغايرا حيث يصفه الدكتور بقوله: إن القراءة هنا لا تعني عرضا تقريرا تقليديا للكتاب، أي الحديث عن محتوياته وفصوله وعدد صفحاته ومنهجه ومصادره، بل القراءة هنا هي قراءة الفكرة الأصلية التي وراء الكتاب.
وقد اختار الأستاذ الدكتور ما يربو على خمسين كتابا بعضها في الجغرافيا، وبعضها في التاريخ وبعضها في الأدب، ورغم تنوع هذه الفنون الثلاثة الا أن "المكان" هو الذي يجمعها معا.
وقد ظلم الدكتور هذا الكتاب والقارئ عندما قال وقد كتبت هذه القراءات لمن هم في سن الدراسة الجامعية، فالكتاب يناسب كثير من الفئات العمرية وذوات التخصصات المختلفة، بما يحتويه من خلاصات لكتب لا يعلم عنها القارئ، وكتب علم بها ولم يرها أو كتب علم بها وتمنى أن يقرأها، وأخرى جديدة ونادرة.
وقراءات الكتب التي تتضمنها الكتاب وعددها (54) مصحوبة بصورة الغلاف الأصلي للكتاب، كُتبت بأسلوب أدبي رائق، وعبارة جزلة، ثرية بعمقها وزخمها الإنساني والوجداني والمعرفي. بدأت بـــ " كتاب فجر الضمير لجيمس هنري برستيد وانتهت بكتاب ولدي لمحمد حسين هيكل" مرورا بــــ (أطلس الكتاب المقدس ،القانون البدوي في سيناء والنقب، واحة سيوة، الدرة المصانة، سياحتنامة مصر، المملوك الشارد، ماهية الحروب الصليبية، السلطان المظفر سيف الدين قطز، على بك الكبير، مشروع حملة محمد على: على الجزائر ،تاريخ الأدب الجغرافي العربي، قصص الأطفال بين مصر وروسيا،50ألف جندي مصري يحاربون روسيا، تحفة الاذكياء، من القبيلة الى الامة، من استراتيجية الاستعمار والتحرير، شعب اختار الإله اله اختار الشعب، وثائق فلسطين، اليهود انثروبولوجيا، ارشاد الألبا في محاسن أوروبا، المحاضرات الاربعون، سامي جبرة وتونا الجبل، تاريخ خليج الإسكندرية القديم وترعة المحمودية، تاريخ الأقباط، وادي النطرون، سليمان الحكيم، اهل الكهف، مصير صرصار، تحت المصباح الأخضر، بنك القلق، عدالة وفن، نشيد الانشاد، الاسلام في القرن العشرين، الانسان الثاني ،هتلر في الميزان، عبقرية ابليس، رجعة أبي العلاء، رحلة المازني الى الحجاز، الأيام، مستقبل الثقافة في مصر، مستقبل الثقافة في مصر العربية، فصول في الادب والنقد، صوت أبي علاء، المعذبون في الأرض: فانون وطه حسين، واحة الغروب، غادة رشيد، الفرافير، ظاهرة يحيى حقي، خرافات حول الاجناس، اكتشاف قارة، سفر الأمثال، القاهرة برلين!،المنجم رقم 22، حياة محمد)
واذا نظرنا لقائمة الكتب التي تضنها الكتاب ، نجد ان بعض الكتاب كان لهم النصيب الأكبر فمثلا :
جمال حمدان 2
توفيق الحكيم 7
العقاد 5
طه حسين 5
المازني1
يوسف ادريس 2
محمد حسين هيكل 2
عدد الروايات 2
لا يوجد اي كتاب لكاتب معاصر مع ان الكتاب حديث الطباعة، فهل هذا له علاقة بالذائقة القرائية للكتورعاطف؟
قراءات ذات دلالة حافلة بالأحداث، الطريف منها والجاد، المقبول منها والصادم، العجيب منها لحد الاندهاش، والسهل البسيط للإمتاع والمؤانسة.
وقد قدم الأستاذ الدكتور عاطف هذه الوجبة الدسمة متعددة العناصر حتى التخمة، كتاب في الجغرافيا يتبعه كتاب في التاريخ يتلوه كتاب في الأدب، ولو كان تم ترتيبها في مجموعات، لربما كان أفضل للقارئ، ولعله قصد هذا الترتيب حتى لا يمل القارئ، فبين يديه مائدة عامرة بكل ما لذ وطاب، وما عليه إلا أن يمد يده ويختار، ويستلذ ويستمتع.
ملحوظة: كتب اسم الدكتور عاطف معتمد بدون تعريف وافي، وهذا وإن اعتبره الدكتور تواضعا، فهو يقلل من فرص الكتاب عند القارئ، الذي يكون المؤلف وتخصصه وخبراته أحد الخيارات الأساسية المهمة لاختيار الكتب
وأخيرا: هذا كتاب أول ما يأسرك فيه هو اللغة المحملة بعبق التاريخ وتضاريس الجغرافيا وسحر الأدب، فضلا عن الفكر الناقد والتحليل العميق والمعرفة الدقيقة بكل ما يكتب عنه. وهو عمل جدير بالقراءة والتأمل.
#د_ماجد_رمضان