تحميل الكتاب
المفهمة الدولوزية ومنطق المعنى
نبذة عن الكتاب
لا بد لي أن أتحدث عن كتابين يبدوان لي عظيمين بين الكتب العظيمة: "الفارق والمعاودة، و"منطق المعنى"، عظيمان من دون شك إلى درجة صعوبة الحديث عنهما، والقليل من فعل ذلك، كثيرا ما اعتقدت أن هذا العمل سيرسو فوق رؤوسنا، كرجع صدى ملغز مع عمل كلوسوسكي، الذي يُعتبر علامة أخرى كبرى للغاية، لكن يوما، ربما، سيكون القرن دولوزيا." وما لم تعرف العربية بعد «منطق المعنى» كقراءة ترجمية أو تعقيبا معرفيا مستفيضا، نكون بصدد إساءة فهم واستيعاب عصرنا الدولوزي هذا، وإيمانا منّا بهذا البعد القويم في إغناء الثقافة العربية المعاصرة تدبّرنا النص الشغوف بتنوع متني ضارب في شتى صنوف الحقول الدلالية المتحلّقة حول المعنى من منظور صلاحية المقولة: «وفي البدْء كان المعنى» باعتباره روح الكلمة، ومنتهاها في شتى المجالات، فنحن نحفر منهجيا في هذا الحفر الدولوزي العظيم، نساوقه، ونجالسه، ونستخلص القناعات، شرحا، وتدليلا، وتفسيرا ترجميا، لمستغلقات طال أوارها فهابها الناس وأحجموا عن مبادأتها في حرفها والتعرف إلى أعماقها.. فقد حال دونها دولوز بمستعظمات استغرقاته، حتى أصبح في نظر البعض خائضا في موج الطلاسم وظلام المفاهيم التي تأبّت، وتمنّعت، وأصرّت على الممانعة، لكن كيف يمكن الانصراف عن متن مثل هذا: مدهش حد الاستغراب، وجذّاب حد التألّه (ألم يبحث الزمن الإلهي؟!) فكان أن أُغرمنا به، وتعلّقناه، واستنبتنا أفكارنا حوله جمْع أمشاج شارحة التقطناها بمكابدة عسيرة خضناها في سماوات التجريد الدولوزي، فاكتشفنا عالما بعيد الغور الإفهامي، فحُزْناه، أو هكذا نزعم، وما كان لنا أن نُحصِّل معانيه فرادى، فقد راجعنا مؤلفات دولوز، وقاربناه مؤلِّفا متفلسفا بمجموع ما كتب، إذ «منطق المعنى» حلقة في سلّم رقيّه الاستنباطي لفهم الفكر والحياة والوشائج بينهما، لهذا نورد أفكاره ترجمةً بدقّة الشرح، وتحيينا لتكافؤ بين اللغات مؤجّل إلى ما بعد حيازة المفهوم الدولوزي الصعب، قراءتنا الترجمية حرفية، ولكن أيضا سياقية، أو لنقل أنها ناطقة بذات معانيها ليس لها من نظير، فيحق لنا ونحن نلهج فيما نعرف أن نجافي التنظير الترجمي إلى طرائق رائدة قد يستنكر علينا البعضُ بعضًا من طرائقها، ولكنها هنا خادمة لمعناها لا غير.عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 552 صفحة
- [ردمك 13] 978-614-02-4577-8
- منشورات ضفاف
