تمثل هذه المجموعة القصصية، خطاً ادبياً مختلفاً عن نمذجة القص القصير المألوف، لأنها تقدم نصوصًا قصصية قدمت على شكل تحقيق صحفي و ضمن إطار إخباري مقصود في البداية يؤرخ الزمان والمكان وظرف خلق الحكاية ،لتنساب بداياتها بفكرة فلسفية وجودية عميقة تضمر العاقبة الأخلاقية أحيانًا، والتأملات الإنسانية الوجدانيةالثقاف
ويبدأ السرد القصصي بعد ذلك ُلتستحضر لنا الكاتبة برشاقة بنى معرفية متواشجة و مجموعة من الشخصيات الفريدة التي تمثل تنوعًا بين الثقافة الشعبية، والحكائية الشفاهية المتداولة ضمن أسلبة أدبية تمتاز بالتفرد والموائمة و ولغة شاعرية محلقة وتنتهج الاختلاف بمعجمها اللغوي الخاص، حسب ثيمات النصوص القوطية التي عرضت لنا شرائح من الذاكرة المجتمعية الإنسانية السورية، خلال حبكات شيقة لا تخلو من الإثارة والتشويق كمحاكاة بمذاق خاص، للأدب القوطي الأوروبي الذي اشتهر بسمات الرومانسية والغموض والتغريب و الغرابة و الميتافيزيقيا وعوالم ما ورائيات الطبيعة،ثم الحب والغيرة والانتقام والتناحر الشرس ضمن مفاهيم وهم السلطة و تداعياتها.
تفرد لنا الكاتبة افق توقع غير محدود بسبب طزاجة تداول موضوعاتها التي تحمل فكرا إبداعيًا معاصرًا، نفى سلبية قيمة محتوى هذا النوع السردي من ناحية السطحية والابتذال رغم تاريخه الطويل ، وقدمت نسخة مشرقة من الأدب القوطي العربي المستحدث بعيدًا عن منهج الإسفاف وأدلجة الخرافات الدينية و تقزيم ماهية ماورائيات الطبيعة وتسطيح مصداقيتها، لتقدم لنا حضورًا أدبيًا لافتًا أعاد بدايات الأدب القوطي الرومانسية ومنظورها الأخلاقي وفلسفة الأديان المحيطة بها، والفلسفة الوجودية بخصائصها وأهمها فلسفة الخوف واثرها في الذات البشرية وفكرة الخلود والغرائبية المرتبطة بمابعد الموت وعوالم الميتافيزيقيا إلى حضور لافت.
إن كنتم من يحبون قصص الرعب والانتحار والغموض و الحكايات الغريبة وجرائم القتل.... فهذا الكتاب قد خصص لكم.