#قلم_وكتاب
وقفة مع كتاب
ثلاث ستات
سيرة من ليالي القاهرة
المؤلفان : محمد العريان - عمر سعيد
دار النشر : المرايا للثقافة والفنون
سنة النشر : الطبعة الأولى. ٢٠٢٤
متاح على أبجد
في البداية نود أن نؤكد على عدة أمور:
- الإيمان بحرية التعبير بشكل مطلق كما اننا نؤكد أنه من حق كل إنسان ان يقبل أو يرفض هذا الحق المطلق
- انه منذ ظهور الفن الأدبي الروائي ، لاتكاد رواية تخلو من تناول الجنس سواء بالتصريح أو التلميح وذلك من خلال مستويين متداخلين ، أولهما (الفعل ذاته)، والمستوى الأخر (التعبير عن الفعل)،على أنه ثمة تقاطعات كبيرة ومتعددة بين الفعل والتعبير عنه، والمحك هو كيفية التناول وطبيعة الرؤية الفنية التي يقدمها الكاتب
- الكتابة الأدبية حرية بأن تنقل الواقع بما يتضمنه من نزعات إنسانية مختلفة تحركها دوافع نفسية واجتماعية، دون ان يكون ذلك مدعاة الى الابتذال والإسفاف والانحطاط .
وقد يكون من ابرز ميزات الأدب الجيد،انه يعبر عن المنحط والساقط والوضيع دون ان يكون الادب الذي يعبر عن هذه الأمور بدوره منحطا او ساقطا او وضيعا
ومن ثم نعرج على الكتاب الذي بين أيدينا :
يتبادر الى الذهن سؤال ماهو تصنيف هذا. الكتاب ؟
في مقدمة الكتاب يقول المؤلفان :ما إن بدأت فكرة العمل على هذا الكتاب بدأت الكثير من التساؤلات العصية على الإجابة البسيطة ، ماهو تصنيف تلك الكتابة ؟ هل كتابة توثيقية ؟ ام انها كتابة ادبية؟
ثم يضيفان:
بدأت رحلتنا مع هذا الكتاب منذ سنوات عدة مع العمل على تقرير صحفيي وفيلم تسجيلي لمعايشة بعض حياة عاملات الجنس التجاري في مصر
اذن الكتاب ليس رواية وان اتخذ الشكل الروائي قالبا له.
والإجابة بسيطة كما وصفاها المؤلفان هو غوص وخوض في حياة ثلاث ستات يمتهن الدعارة ، التى اسمياها المؤلفان ( عاملات الجنس التجاري في مصر) ، لا أدري سببا لهذه التسمية ، هل هو تورعا عن الابتذال في التعبير، والإسفاف في اللفظ ، بالرغم من أن الكتاب لا تخلو صفحة او حتى سطر من كلمة قبيحة او بذيئة ،أو لفظة مسفة او مبتذلة، او فعل منحط. فلم يألو المؤلفان عن وصف فعل الجنس او التعبير عنه بكل ماهو منحط وساقط ووضيع
ولم يخفف من تأثير هذه الكلمات ووقعها على القارىء المنهج الذي اتخذه المؤلفان كما قالا في المقدمة:
( نظرا للتطورات الراهنة التي تشهد تراجعا مؤسفا للحريات ،اضطررنا بعد ضغوط مارسها الناشر علينا خوفا من المساءلة القانونية وبعد الكثير من محاولات التحايل الكتابية أن نعدل بعض الألفاظ والعبارات التي تصف قانونيا بأنها ألفاظ خارجة،لذلك لجأنا الى استبدال بعض الحروف في بعض الكلمات برمز النجمة (*) لتجاوز العقبات القانونية، على اننا نرى في هذا الأمر نزوعا أخلاقيا نرفضه كأفراد ويرفضه أيضا مضمون الكتاب)
وكأن الضابط الحاكم هو الخوف من المساءلة القانونية، وليس المحظورات الأخلاقية والدينية والأدبية
فهما يرون ذلك ( نزوعا أخلاقيا نرفضه كأفراد ويرفضه أيضا مضمون الكتاب )
فأي مضمون هذا الذي يتكلمان عنه ، فالكتاب ليس بحثا أكاديميا ولا دراسة اجتماعية او سوسيولوجية او وثائقية فلم أجد اَي مظاهر تدل على ذلك.
ان هذا الكتاب يمكن ادراجه تحت مايعرف بالأدب البورنوجرافي Pornographyالما
ملحوظة : المؤلفان أعلنا تبنيهما منهجا حياديا حين قالا : الغوص في في عالم حياة عاملات الجنس التجاري ، دون حكم أخلاقي،ولا وصم اجتماعي، ولا تصنيف ديني ولا قانوني
ومع ذلك نجدهما قد وصفا السيدات الثلاث : (سمرا وعفاف وانشراح جميعهن نساء استثنائيات، يكافحن على مدار الساعة من اجل مجرد العيش)
وهذا انحياز لسلوكهن، وتبريرا لفعلهن.
#د_ماجد_رمضان