حين مشيت في الظلام
تأليف
رئيف شهاب
(تأليف)
اجتمع سكان البناية التي يسكن فيها فريد في مخزن البناء القريب لعدم وجود ملجأ في بنايتهم. فآباؤهم لم يبنوا ملاجئ لمبانيهم لعدم جدواها حسب رأيهم، ولأنهم آمنوا بأن لبنان واحدٌ موحَّدٌ لكل أبنائه من كل الأديان والطوائف. ولم يدر في خَلدهم أنهم سيرفعون السلاح مرةً أخرى بعضهم في وجه بعض، بعد أن ذاق أجدادهم الأمرّين أيام الفتنة الكبرى التي اشتعلت سنة 1860، ونشرت الدمار والحقد الطائفي في أرجاء هذا الوطن كافة. ولأننا لا نأخذ العبر من التاريخ، الذي يُعرف عنه أنَّه يُعيد نفسه، فإننا نقع في الخطأ نفسه مرة بعد أخرى. وكانت المعارك التي دارت رحاها في بيروت الشرقية، بين الميليشيات، قد أوقعت الكثير من الضحايا، ناهيك بما أصابها جرَّاء القصف المتبادل بين المنطقتين. وجاء الآن دور بيروت الغربية، لتدفع الثمن غاليًا في حربٍ سُمِّيت حرب التحرير، وبدأ قصفها بالمدفعية ذات القنابل الكبيرة المدمرة، وصواريخ الكاتيوشا والسكود، التي جاء بعضها هدية من الرئيس العراقي صدَّام حسين إلى الجنرال عون.