نعم، أفظع شيء هو أن يصل الإنسان إلى اللَّحظة التي يعافُ فيها النظرَ إلى أمّه
أولاد الغيتو 2 - نجمة البحر
نبذة عن الرواية
قال آدم لدالية عندما سألتْه عن مشروعه المؤجَّل لكتابة رواية، إنَّه لن يكتبَ لأنّه يخشى أن يكون في صدد تأليف ضريح للحكايات. كلُّ كتابة عن النكبة هي مقبرة، وأنا لستُ حارسًا للمقابر. «فكرة مدهشة»، قالت دالية، «تذكِّرني بمكتبة بورخيس. بدلًا من المكتبة مقبرة. وبدلًا من أن تضع الكتبَ على رفوفها، تحفر بالكلمات قبورًا للكلمات». «فكرة مرعبة»، قال آدم، «ثمَّ مَن أنا كي أقلّد بورخيس؟ كي تكتب الأعماق، كما كتب هذا الأرجنتينيُّ، أو كما كتب أبو العلاء، يجب أن تكون أعمى، وأنا لستُ». «لكنَّك أخرس. هناك كثيرٌ من الكتّاب العميان، أمّا الكاتب الأخرس فستكون أنت».التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2019
- 480 صفحة
- [ردمك 13] 9789953896427
- دار الآداب
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية أولاد الغيتو 2 - نجمة البحر
مشاركة من أماني هندام
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
أماني هندام
❞ الندم هو سلاح الضعفاء والتافهين كي لا يدفعوا ثمن أخطائهم. في الندم شيء يدعو إلى التقزُّز. بدلاً من أن تندم، اِدفعِ الثمن ❝
في كل مقطع أقرأه من روايات إلياس خوري،أتعلم شيئاً،بدأت بباب الشمس وأولاد الغيتو بجزئيها وسأستمر أعود إليه كلما شعرت أن روحي ظمأى تحتاج إلى ما يرويها،الروايات التي تحقق لي المتعة الآنية فقط سرعان ما تنطفئ جذوتها بداخلي لكن رواياته يصعب إسقاطها من الذاكرة،بتفاصيلها المعبقة بشئ لا أستطيع تفسيره
-
Rudina K Yasin
قرء،الكتاب عام ٢٠٢١ لكن سنضيف المراجعة
الكتاب رقم 42/2021
رواية اولاد الغيتو- نجمة البحر
الكاتب الياس خوري
الموت لا يعني انسحاب الروح من الجسد بقدر ما يعني انسحاب الجسد من الجسد ذاته
الندم هو سلاح الضعفاء كي لا يدفعوا ثمن اخطائهم
# نجمة البحر
في هذا الجزء عبر نجوم بحر يافا وحيفا وعكا والهدار وواد النسناس حكاية ادم لنعرف نهاية منال وكيف تحول الى يهودي ولماذا عاد وكيف مات مع فهم أكبر لبوصلة الاحداث والغيتو المحزنة التي حصلت؟ كلها اسئلة برسم الاجابة مع الجزء الثاني الصادر عن دار الادب عام 2019 بعدد صفحات 473 صفحة.
# أصل الحكاية
عرفنا أصل الحكاية في الجزء الاول ادم طفل من أطفال الجيتو وجد تحت شجرة اخذته امه منال وابوه حسن ربوه ثم أصبح ادم الشاب الذي لم يعد يعرف هويته له أكثر من اب وأكثر من ام وجنسية وبلد يحاول ان يربط جذور الحكاية فنحن لا زلنا نعيشها مع ادم هو مضى ونحن بقينا لان على هذه الأرض من يستحق الحياة فهي ام البدايات كما قال "درويش",
اذا ذهينا الى جيتو وارسو اكتشفنا انها مرحلة وانتهت بانتهاء الحرب العالمية الثانية واخذت من التغطية والحملات الاعلامية ما يجعل الجميع يشفقون عليهم لكن الفلسطيني بدأت قصته من عام 1917 من العهد الإنكليزي ووعد بلفور بإقامة دولة صهيونية فوق الأراضي الفلسطينية الى تاريخ اليوم غيتو يلاحق غيتو وسجن وراءه سياج وموت يتبعه موت دون اهتمام عالمي فهل على الفلسطيني ان يدفع الثمن دائما فهو لم يعد ينحصر في مدينة واحدة اسمها اللد لقد امتد ليشمل كافة فلسطين ففي مسيرة الماء صار آدم ابن مدينة يافا ، وسيبقى ابنها حتى النهاية. أحبّ يافا وبحرها مثل عشقه لاماكن اللهو وبارات تلّ أبيب أو المدينةِ البيضاء بعمارة “البوا هاوس” وبيوتها التي تُدير ظهرها للبحر، وسحرته مكتبة بياليك على أطراف الحيّ اليمنيّ. لكنّ حيفا ستحفر في روحه وشم اللقاء بين كرملها وبحرها، كأنَّ المدينة خرجت من البحر أو تستعدّ للغطس فيه. هنا، في حيفا، اكتشف آدم معموديَّة ألمه وخوفه وتوتُّر روحه وإيقاعات الحبّ التي تشبه لحظات الصمت التي تربط بين نبضات القلب. وسيبقى أسير ذلك الشعور بأنَّه يعيش على جناح حمامة بيضاء تستلقي وسط أمواج البحر الأبيض، حتى موته.
# القومية المزدوجة
ما الذي يدفع شاب فلسطيني يختفي داخل زي يهودي لزيارة وارسو حيث الغيتو او دراسة الادب العبري في جامعة حيفا تغيير الهوية والحياة وكل شيء بل والتخلي عن كل شيء له علاقة بالماضي بل ويحب فتاة يهودية ويهاجر الى امريكيا ويفتح محل فلافل ويدعي انها إسرائيلية ثم ينتحر بطريقة غريبة؟
الجواب هو الهوية لقد احتار ادم في المجتمعين ترك مجتمعا مهزوما واتجه نحو الاقوى كما تحدثنا في الجزء الاول أنكر منال التي انتهت مطرودة ومجنونة بصمتها الغريب من الدير بعد مقتل النائب العربي على يد زوجها ومأمون الاعمى والده الثاني حيث علمه اللغة والنطق واعاده الى أصله عندما التقيا وأنكر وأنكر في المقابل انخرط في المجتمع الاخر احب رفقة وغابرييل واستاذه الجامعي كل ما هو يهودي لقد فهم ادم ان اليهوديّة ليست فقط هوية للعبور او أنها هوية لطيّ النسيان والرحيل والهروب، بل إنها محاكاة لماساه أخرى، أو إن إنهاء هذه المحاكاة عبر الاندماج و تقبل الاخرين له من خلال عطفهم عليه لأنه يتيم الوالدين وأنه أنتقل من غيتو وارسو الى فلسطين أرض الميعاد، حسب ما تخيّل أن هذه الحيلة قد تنجح لو مؤقتاً.آدم اختلطت عليه الحياة ما بين غيتو اللّد وغيتو وارسو أو أصبح هو الغيتو في تلك الحالتين واصبح كما عرف عن نفسه في إحدى المرات بانه “آدم” ليس عربياً أو يهوديا في مواجهة الدفاع عن حبه ليهودية، يدافع عن حبه لرفقة” مع تجنبه الاحساس بالخيانة، الخيانة التي لا معنى لها، كما حاول تسليط الضوء على تعريفها في أكثر من مرة حاول آدم ان يكون الحاضر الغائب كما كان رباح حارس الحديقة، او ان يكون مأمون المختفي، لكن في كل الحالات ومهما حاول آدم ان يموت وان يُخلق من جديد في كل فترة كما هو لسان الحال، وصل الى مكان أن “العربي الفلسطيني لا يستطيع ان يخترق واقعه آدم اختار “الادب العبري” وكأنه يريد ان يعيش الحزن الآلام لكن بغير لغة، ينتقل من العربية الى العبرية، لكن هذه الآلام تتغير ببعض ملامحه او انها تتخذ ملامح والآلام المسيح، حسب اعتقاد والدته منال ظل يبحث عبر صمته عن هذه الآلام لكي يتعرف على هويته المبعثرة ما بين ابن شهيد وأم مسيحية وهوية اسرائيلية وكانت هذه معاناة كرمة التي اكتشفت ان والدها لم يكن يهوديا وانما عربي حاول حماية اسرته ومعاناة داليا ومعاناة المجتمع الذي حاول الاندماج .
# الخيانة
كيف حدثت الخيانة وهل كانت من قبل ادم ام من قبل ابائه او اهله الذين فروا من الة الحرب وعصابات الهاجاناة هل نلوم من خرجوا او من بقوا لقد رفض دوف في رواية غسان كنفاني "عائد الى حيفا" والده وحمله مسؤولية تركه فادم دنون حمل اباءه وامه مسؤولية ما جرى له انه يتذكر الخيانة المزدوجة عبر رباح حارس الحديقة ( أنا خائن، بس زي ما قلت لك، خائن وخانتني الخيانة( فرباح لم يخن وانما اراد ارضه لكنه نبذ من الكل عربا ويهودا مما دفعه الى الانتحار على الشجرة فما هي اوجه الخيانة هل الخروج ام البقاء الاندماج او الاندماج انت في جميع الاحوال خائن اما ان تكون خائنا لشعبك او للدولة التي احتوتك فانا خائن وخانتني الخيانة. لذلك تفضل الموت لا يمكن لك ان تنسى وان اندمجت لا تندمج بالشكل المطلوب في جميع الاحوال انت تائه.
# لماذا اختار ادم الكتابة
لم يجد ادم بعد حضوره الفلم سوى الكتابة للتعبير عن الألم فهو الطالب في جامعة حيفا المواطن الإسرائيلي الذي يحاول ان يكون انسانا صالحا لم يجد الا الكتابة للتعبير عن ماسانه تلك المأساة التي دفعته للانتحار حيث كتب بطريقة العودة الى الوراء عن حياته في أمريكيا وطفولته لينتقل في الجزء الثاني الى آدم الشاب فهو في كتاباته فضح سادية الاحتلال، وقبح الإنسان وتلذذه بالقتل والتخريب، يروي دنون ولادته ومماته المبكر على أرض فلسطين، فهو ابن شجرة الزيتون المباركة، ولكن اللعنة تلزمه أينما حل. يتحدث دنون عن الخوف لا كتجربة فردية فقط ولكن كخوف أكبر يضرب أرواح الناس ويقتلها، ويحكي عن شعب سيق إلى الذبح وابتلعه التيه، بلُغة خاصة وبليغة، فيصف دنون حكايات الرعب الذي شاهدها وسمع بها، ولا يروي الحكاية بعينه فقط وإنما بعيون جميع الشخصيات ويتفرد كل شخص بتجربته الخاصة، يمنح التجربة الجماعية خصوصيتها وفرديتها فينقلها من تعاطف عابر على شعب مذبوح إلى ألم حقيقي، وكأنك تبكي عائلتك وأصدقاءك. تلك مهمة الأدب، فهو يخرج الأشياء من سطحيتها المفرغة ليعطيها بُعدها الحقيقي والفعلي، وهذا ما نحتاجه عند قراءتنا للقضية الفلسطينية، ليست إحصاءات صلبة خالية من الحياة، فمن المفترض أن نعرف حكايات من مرّوا خلال تلك الأزمات ومشاعرهم وحيواتهم الممزقة وأن نتعلم منهم ونقدم لهم يد المساعدة. وفي الطريق لا نكتشف طرقًا وأماكن جديدة فقط وإنما أرواحًا وحكايات لم نختبرها، ويمنح الأدب أصواتًا لمَن لا صوت له وللمجهول والمهمش. وهنا تكمن روعته كما تكمن روعة الرواية، فهي تحكي عن الكارثة الفلسطينية ليس من عيون الاحتلال ولا الأحزاب السياسية ولا التاريخ، ولكن من عيون من عاصروا وعرفوا المذابح وشمّوا رائحة الدم، مَن عانوا ونجو