2024
الحرب على غزة
بديعة النعيمي
تطبيق أبجد
إنها ومضات تنير العتمة، وموجات ترج مواضع الألم، ومبضع يفتح الجروح بمهارة ليكشف العفن الذي استشرى في هذا الجسد والكيان فرغم أن الحديث يجري عن أحداث الحرب في مجمله وبطولات على العزل، لكنه دائماً يعود بنا إلى بداية هذا الكيان، الذي قام على أعراض نفسية مرضية وهواجس معلقة بالخرافات، حيث كان يعاني افراده من مختلف أنواع التمييز على أيدي شعوب اوروبا، التي لم يكفها ذلك فبحثت عن طريق جديد للخلاص النهائي من تواجد اليهود في بلادهم. فكانت فلسطين الضحية، والعالم العربي صاحب المشكلة الجديدة
مجموعة مقالات للكاتبة نشرتها حول الابادة الاخيرة 2023-2024 وتداعياتها واسبابها وهي تعبر عن وجهة نظر الكاتبة -
الحرب على غزة -والذي يرسم هُوية تلك المقالات ، حيث يجمع الكتاب مشاعر وحنين والالم اليومي والفقد مع الكلمات بكلّ طاقاتها وحمولاتها الفكرية ويشحنها المقال بانفاس كاتبتها النعيمي لاقتناص المعاني ومغزاها الدلالي، فنكتشف كنزاً معرفياً يحفز في داخلنا شعوراً جمالياً نلمس دهشته حين القراءة.
وبهذا الأسلوب تطوّع الكاتبة عموماً اللغة لتوسّع من مدارها ليغدو التجانس الفكري بين الذاكرة والعقل رؤيةً، ومن صميم هذا الواقع الغزاوي ينبع عالم جمالي حميم ينمّ عن وعي عميق تفرضه الكاتبة رغم قساوة الموضوع ووجعه الانساني, بوصفه ظاهرة ملتهبة ، وهكذا يجعلنا نترقّب مايجري في خاتمة المقال ثم الاستمرار في قراءة الاخر ما يدفعنا حماسنا للولوج في أعماقه والبحث المستمر عن أسئلة الكاتبة.
هذا مايدل على امكانية الكاتبة في اكتساب المعرفة اللغوية، كان لا بدَّ من هذه المعرفة وهذا مذهبها النقدي ولإيمانها العميق بممكنات اللغة، وعلاقتها الجدلية بالنص، إنَّ ما يرفع كفّة الكاتب امتلاكه أدواته المعرفية في إطار قائم على الجدل في أنساق تلك النصوص ان كانت مقال او اي جنس ادبي اخر ، لاكتشاف كثافته الحسيّة، ويفرض أسلوباً سحرياً يكشف عن تصوّر دلالي لوجوده، وهذا يعني أنَّ الصور الدلالية تتنبّأ بظهور حدث مضمر أو مستتر في تراكيب خفية،
بل يفتح باب التأويل لأسئلتها الفلسفية للتوسّع في المعاني والسمات الرمزية لكينوناتها، وهي تعابير وتصوّرات كوّنتها قدراتها الذهنية، بواسطة الذاكرة التي تختزل التفاصيل، هكذا يمكن إطلاق الذاكرة بعين نسر لا يخطئ هدفاً .
المقالات المثيرة للاهتمام , جاءت من التاريخ والذاكرة والسير التي واجهتها الكاتبة في توثيق احداثا ساخنة كان لها عظيم الاثر في نفسها , فالكتاب يعطي صورا متعددة لامرأة تشعر بقيمة واهمية الجرح الذي لايندمل لما يحصل على ارض فلسطين المؤلمة، فنجاحها المهني والادبي في توثيق تلك الماسي -ادبيا –شعرا /سردا –مقالات كلها تدل على أنها كانت قادرة على التعامل مع الآخر بنجاح، جهد جبار بذلته الكاتبة طوال فترة عملها في إخراج هذا الكتاب كان النقطة الأساسية والشعور الدائم بانتمائها الحقيقي لوطنها فلسطين وان ابتعدت جغرافيا عنه.
وهنا ندخل الى متون تلك المقالات , فقد أعدت له الكاتبة عدتها من توثيق تاريخي ووصف أمكنة، وصاغته في نظام من التعبير الكنائي، أو الرمزي مداره (غزة)..
امتداداً لحرب الإبادة والتطهير العرقي التي حصلت على أبناء شعبنا، فقد أعادت القضية إلى صدارة المشهد ولكن بالعكس وأججت الغضب في نفوس الشعوب العربية، وحفرت عميقاً معه الشعور بالحزن والالم، فإن هذه المشاعر لا بد أن تنفجر في لحظةٍ ما جارفةً أمامها كل الحواجز.
لم يعد هناك ما هو قادرٌ على ردع أو إخافة الفلسطينيين فالفقدان والموت فقدا هذه القدرة، لذا فإن نضالهم.
وختاما , وكل هذا مما لا يتسع المجال لتفصيل القول فيه، يجعل الكتاب وبما فيه من الكلمات أو التعبيرات إنما تتمثلها المخيلة وتنزل على الورق خالصة لوجه الله وحتى يضفي عليها من ذاكرة الكاتبة صورا يومية مرادها ان تصل الى قلب القارئ وضميره تعويذة يذكى فيه الحدس مثلما يذكى فيه الإدراك بالمحنة
الحرب على غزة
نبذة عن الكتاب
"إنها ومضات تنير العتمة، وموجات ترج مواضع الألم، ومبضع يفتح الجروح بمهارة ليكشف العفن الذي استشرى في هذا الجسد والكيان فرغم أن الحديث يجري عن أحداث الحرب في مجمله وبطولات على العزل، لكنه دائماً يعود بنا إلى بداية هذا الكيان، الذي قام على أعراض نفسية مرضية وهواجس معلقة بالخرافات، حيث كان يعاني افراده من مختلف أنواع التمييز على أيدي شعوب اوروبا، التي لم يكفها ذلك فبحثت عن طريق جديد للخلاص النهائي من تواجد اليهود في بلادهم. فكانت فلسطين الضحية، والعالم العربي صاحب المشكلة الجديدة."عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 2024 صفحة
- [ردمك 13] 9789923451007
- دار الفينيق للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب الحرب على غزة
مشاركة من Rudina K Yasin
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Rudina K Yasin
2024
الحرب على غزة
بديعة النعيمي
تطبيق أبجد
إنها ومضات تنير العتمة، وموجات ترج مواضع الألم، ومبضع يفتح الجروح بمهارة ليكشف العفن الذي استشرى في هذا الجسد والكيان فرغم أن الحديث يجري عن أحداث الحرب في مجمله وبطولات على العزل، لكنه دائماً يعود بنا إلى بداية هذا الكيان، الذي قام على أعراض نفسية مرضية وهواجس معلقة بالخرافات، حيث كان يعاني افراده من مختلف أنواع التمييز على أيدي شعوب اوروبا، التي لم يكفها ذلك فبحثت عن طريق جديد للخلاص النهائي من تواجد اليهود في بلادهم. فكانت فلسطين الضحية، والعالم العربي صاحب المشكلة الجديدة
مجموعة مقالات للكاتبة نشرتها حول الابادة الاخيرة 2023-2024 وتداعياتها واسبابها وهي تعبر عن وجهة نظر الكاتبة -
الحرب على غزة -والذي يرسم هُوية تلك المقالات ، حيث يجمع الكتاب مشاعر وحنين والالم اليومي والفقد مع الكلمات بكلّ طاقاتها وحمولاتها الفكرية ويشحنها المقال بانفاس كاتبتها النعيمي لاقتناص المعاني ومغزاها الدلالي، فنكتشف كنزاً معرفياً يحفز في داخلنا شعوراً جمالياً نلمس دهشته حين القراءة.
وبهذا الأسلوب تطوّع الكاتبة عموماً اللغة لتوسّع من مدارها ليغدو التجانس الفكري بين الذاكرة والعقل رؤيةً، ومن صميم هذا الواقع الغزاوي ينبع عالم جمالي حميم ينمّ عن وعي عميق تفرضه الكاتبة رغم قساوة الموضوع ووجعه الانساني, بوصفه ظاهرة ملتهبة ، وهكذا يجعلنا نترقّب مايجري في خاتمة المقال ثم الاستمرار في قراءة الاخر ما يدفعنا حماسنا للولوج في أعماقه والبحث المستمر عن أسئلة الكاتبة.
هذا مايدل على امكانية الكاتبة في اكتساب المعرفة اللغوية، كان لا بدَّ من هذه المعرفة وهذا مذهبها النقدي ولإيمانها العميق بممكنات اللغة، وعلاقتها الجدلية بالنص، إنَّ ما يرفع كفّة الكاتب امتلاكه أدواته المعرفية في إطار قائم على الجدل في أنساق تلك النصوص ان كانت مقال او اي جنس ادبي اخر ، لاكتشاف كثافته الحسيّة، ويفرض أسلوباً سحرياً يكشف عن تصوّر دلالي لوجوده، وهذا يعني أنَّ الصور الدلالية تتنبّأ بظهور حدث مضمر أو مستتر في تراكيب خفية،
بل يفتح باب التأويل لأسئلتها الفلسفية للتوسّع في المعاني والسمات الرمزية لكينوناتها، وهي تعابير وتصوّرات كوّنتها قدراتها الذهنية، بواسطة الذاكرة التي تختزل التفاصيل، هكذا يمكن إطلاق الذاكرة بعين نسر لا يخطئ هدفاً .
المقالات المثيرة للاهتمام , جاءت من التاريخ والذاكرة والسير التي واجهتها الكاتبة في توثيق احداثا ساخنة كان لها عظيم الاثر في نفسها , فالكتاب يعطي صورا متعددة لامرأة تشعر بقيمة واهمية الجرح الذي لايندمل لما يحصل على ارض فلسطين المؤلمة، فنجاحها المهني والادبي في توثيق تلك الماسي -ادبيا –شعرا /سردا –مقالات كلها تدل على أنها كانت قادرة على التعامل مع الآخر بنجاح، جهد جبار بذلته الكاتبة طوال فترة عملها في إخراج هذا الكتاب كان النقطة الأساسية والشعور الدائم بانتمائها الحقيقي لوطنها فلسطين وان ابتعدت جغرافيا عنه.
وهنا ندخل الى متون تلك المقالات , فقد أعدت له الكاتبة عدتها من توثيق تاريخي ووصف أمكنة، وصاغته في نظام من التعبير الكنائي، أو الرمزي مداره (غزة)..
امتداداً لحرب الإبادة والتطهير العرقي التي حصلت على أبناء شعبنا، فقد أعادت القضية إلى صدارة المشهد ولكن بالعكس وأججت الغضب في نفوس الشعوب العربية، وحفرت عميقاً معه الشعور بالحزن والالم، فإن هذه المشاعر لا بد أن تنفجر في لحظةٍ ما جارفةً أمامها كل الحواجز.
لم يعد هناك ما هو قادرٌ على ردع أو إخافة الفلسطينيين فالفقدان والموت فقدا هذه القدرة، لذا فإن نضالهم.
وختاما , وكل هذا مما لا يتسع المجال لتفصيل القول فيه، يجعل الكتاب وبما فيه من الكلمات أو التعبيرات إنما تتمثلها المخيلة وتنزل على الورق خالصة لوجه الله وحتى يضفي عليها من ذاكرة الكاتبة صورا يومية مرادها ان تصل الى قلب القارئ وضميره تعويذة يذكى فيه الحدس مثلما يذكى فيه الإدراك بالمحنة