اقتباسات من رواية سلاماً على الهوى - الجزء الأول

التغيير قانون كل شيء في الكون إلا الطبيعة البشرية.

‫ ‏- أنتِ تكرهينني، أليس كذلك؟! (أخيرًا وبعدَ وقتٍ، رفع إليها وجهه المحمر والمبلل بالدمع الغزير) أنتِ تكرهينني مثل الجميع… لأنِّي أذيتُكِ أذًى شديد…، لأني وحشٌ لا يقدَّرُ له أنْ يحيا وسطَ البشر… لم يكن ينبغي أنْ أتشاجر وأنتما معي… لكن… لكنه استفزَّنِي… هو.. هو والشيخ الغبي ذلك!‏

‫ ‏- لا، أنَا لا أكرهك أبدًا يا دكتور… (رغمَ أحجياتِه، لا تعرف من أينَ نبعَت منها هذه الحكمة الرشيدة دون عتاب بتاتًا) صدقني أنا لا أكرهك وأعرف أنَّهم جميعًا كانوا مستفزين…!‏

‫ ‏- أرجوكِ أخبريني أنَّ أكرم سيكون بخير…. لأني لن أقوَى على أي عذابٍ جديد للضمير… سأموت!‏

‏لم يعدم فكرة الموت رغمَ ما قالته كلا من نهلة ونيللي. فالموت طوق النجاة الوحيد من حياة بنكهة العذاب المبينِ. حياته ليس لها معنَى إلا جهنَّم. إلا أنَّ هذه المؤلفة الخرقاء قد قامَتْ بأمرٍ سيؤخره عن إتمام بغيته. لن يأسَى؛ فالخطة لم تتغير. ربما ستتأجل قليلًا؛ لكن ليكن الموت في انتظارِهِ؛ فهو مضبوط في المواعيد وسوف يبيد أي عقبةٍ جديدةٍ يمكن أنْ تطيل أمد الانتظار.‏

- إذن بيولوجيًا، فبالتأكيد يمكنك أنْ تنجبيه يا نيللي؛ الأمر ليس له علاقة بأي شيءٍ إلا مدَى جاهزية جسدك لتقبل الحمل… وأعتقدُ أنَّكِ جاهزة لذلك منذ عقدين على الأقل من الزمن!‏ ‫ ‏- أنتَ صريحٌ جدًا (وجهها انقلبَ إلى ثمرة طماطم طازجة) أعلم كل ما تقول بالتأكيد… لكني أردتُكَ ألا تصدمني هكذا… اكذب علي وقُلْ أنِّي طبعًا لا يمكن أنْ أبدو أمًا له!‏ ‫ ‏- يا الله… لِمَ لا تحبُّ النساء الصراحة؟! ‏ ‫ ‏- لأنَّها جارحة… (انحنَى ظهرُها قليلًا وهي تقولُ بخزٍ) جارحة لامرأة لم يسبق لها الزواج تخبرها أنَّ شكلها بالفعل يمكن أنْ يوحي للآخرين أنها أمٌّ لمراهق

بالكاد يستطيع الهيمنة على شفتيه كيلا تذرفا ابتسامة فسيحة تفيضُ بالحنانِ والحيوية. فهذان الأخوانِ بالفعل يجعلانه على شفير السعادة من مجرد إلقاء نظرة ولو خاطفة عليهما؛ وهو شيءٌ بشعٌ بكل تأكيدٍ.

أنا آسفة لأنى أغلقت أمامك كل أبواب الرحمة... نيللي محمود

اقرأ كلماتي بقلبك وستجد أنها تستحق فرصة... نيللي محمود