اسم الرواية / أرض الألوان
الكاتب / هاشم السيد ( القدس _ فلسطين).
عدد الصفحات / 166 صفحة .
دار النشر/ الدار العربية للعلوم ناشرون
صدرت يوليو 2022م
أهي تلك أرض الألوان التي أراها كخط كروي فيه السماء كأنها ملتقية بالأرض ؟ إنها آخاذة الجمال ، بحق رب الألوان وخالقها ، ما هذا ؟ ".
سبب تسمية الرواية بهذا الاسم / أرض الألوان بأنها كناية عن أن أرضنا التي يوجد بها كل المعالم والتضاريس الجميلة من بحر و سهول ووديان وينابيع وجبال وصحراء آخذة الجمال ...جعلتها مطمع في عيون مغتصبيها .
يكتب هاشم السيد عن الأدبُ المقاوُم أدبٌ واعٍ له قضية يعمل عليها ويحارب بها أفكار ومفاهيم العدو ليأخذ حقه منه كما تفعل البندقية في المعركة أي أنه يكتب عن ما لا نستطيع البوح به ، عن الأحداث التي يجب أن نمعن بها وبمجرياتها وبأسبابها لفك أحاجيها حتى يتم تحريرها مما هي فيه ، نجد قدرة الكاتب هنا على أن يصف الواقع والتعبير عنه وتشخيصه دون الحديث عنه مباشرة من ( الزمان _ المكان _الشخصيات ) ، الرواية يغلب عليها الطابع الفلسفي ، يستخدم الرموز التي تمنح عمله بعداً جمالياً يشغل الذهن والتعمق في فهمه والبحث عن الأحداث من خلال هذه الكلمات .
يتحدث هنا عن قضية فلسطين وخاصة ما قبل النكبة أي قبل دخول أي مليشيات والعصابات الصهيـ.ـونية التي تريد الهيمنة والسيطرة على أراضينا وطردنا منها يتكلم عن المرحلة الانتقالية السريعة التي كانت منذ وصول اليهود إلى الأراضي الفلسطينية ما قبل عام النكبة ، كانوا في البداية ظاهرين للعيان أنهم متضهدين من بلادهم أرادوا فقط أن تحتضنهم فلسطين ، ولكن سرعان ما تم كشف القناع عن غالبيتهم الذين أرادوا استيطان الأراضي وامتلاك البيوت الفلسطينية عنوة . ويؤكد على أن هذا الصراع صراعنا وحدنا ولا يخص أحداً غيرنا وأننا لم نعد نبحث فقط في الوقائع بل النظريات الانطولوجية.
يتكلم عن كيفية ارسال "اليـ.ـهود" بواسطة أحد أطراف الحلفاء (بريطانيا) للتخلص من حملها الثقيل على أوروبا ، أعطوهم صك شرعنة الاحتلال " الهلوكوست " لدخول فلسطين، هذا واضحاً من حديث أليكس بطل الرواية مع يهودية من يهود الاشكناز والتي تستغرب فيه عناد و عدم تقبل الفلسطينين للنكبة وأحداثياتها وتطلب منا الاستسلام لهذا الأمر ، فيرد عليها رداً في الصميم ، لماذا لم يتقبل اليـ.ـهود أمر المحرقة إلى الآن والتي يستخدمونها ككرت رابح ضد أي شيء وكذريعة لدخولهم أراضينا والتي رموها على كاهل الفلسطينين ليتحملوا ذنب ليس بذنبهم، ويعاقبونا بأفظع الطرق ، عملوا على تمزيقنا ديموغرافيا وجغرافياً وغيروا ملامح مدينتنا كأننا اقترفنا جرما لا غفران له .ويطرح سؤالاً لها: هلا بحثتم عن أولئلك الذين تاجروا بكم واستباحوا دماءكم ؟
يوضح خذلان الدول العربية وخاصة المجاورة لنا ،كانت فقط تعمل على تصبير أهالينا وأصحاب الأراضي بأنهم سينعمون في أراضيهم وأن هذا الكابوس سوف ينتهي عما قريب ولكن البعيد البعيد أتى ولم ينتهي أي شيء ولم يغير تصرفاتهم تجاهنا إلا من خلال كلمات الاستنكار والإدانة وخاصة في حـ.ـرب طوفان الاقصى ( غزة) لم نرى أي وجود فعلي لأي دولة عربية حقيقية بجوارنا .
ممارسات المحتل الغاصب بأبناء شعبنا ، كيف تؤثر عليهم نفسياً وجسدياً وتجعل بعضهم مرضى ، كبطل روايتنا اليكس الذي يظهر عليه الاضطراب النفسي ( مجنون) وهو يتحدث عما يعانيه على شكل أحلام " كوابيس" تراوده .ويحكي عن سرقات ( المحتل ) التي كلما حصل على شيء أراد شيء أكبر وأكثر ،وكيف يتلونون كالحرباء لنيل مطالبهم، وأن كلمته ضدهم ستكون لها عواقب وخيمة لو وجهة لهم اتهاماً بحقهم فالقضاء بصالحهم . كما أن كرم قادة الحرب في مد اعوانهم من الذخيرة والعتاد فاق الوصف .
يجب أن تكون مقـ.ـاومتـ.ـنا الداخلية أشد وأقوى ، فلا داعي لأي حلول خارجية فالقومية العربية لا تفعل شيئاً حيالنا حتى لو قدموا لنا الحلول فإنهم غير قادرين علي تنفيذها وهذا ما نعيشه بالضبط في أيامنا العجاف هذه ، فيخبرنا هاشم بأننا نحن فقط القادرين على قلب الطاولة بنجاحنا في فهم هذه اللعبة وحثيثياتها وغربلة جميع الأفكار الموجودة على الساحة والأخذ بما يناسبنا حتى نستطيع أن نمشي هذا الطريق ونصل إلى غايتنا في ارجاع الأرض والهوية لنا.
جميع موضوعات الرواية مهمة الإ أنه ركز في روايته على جنوب البلاد لما لها من أهمية استراتيجية جعلتها على مر التاريخ مطمعاً للغزاة .
أبدع الكاتب عندما جمع بين التاريخ والأدب فقدم للقارئ نصاً أدبيا فيه حبكة رائعة تعتمد على حقيقة تاريخية ، لذلك أُوصي بقراءة متأنية أو عدة قراءات ،فهي لغير المبتدئين .
اللغة / استخدم الكاتب لغة قوية وعبارات سليمة وذات اصطلاحات دلالية ، خالية من الأخطاء النحوية والإملائية.
الاقتباس / ( متى بدأنا في فهم المعادلة القديمة ، فسوف نتقن فن اللعبة الحديثة ،يجب أن نتوقف عن طرح خطط الآخرين لقضيتنا.)
زيت قناديلنا ، نحن ، أنفسنا فقط من تغذي القنديل كي ينير.
