سُطرَ في الأساطير القديمة بأن منشأ النار ليست هي احتراق الحطب في جرح البرد، بل هي احتراقة الضلوع بلوعة الفقد، في الفراق وانكفاءة الروح بعزلة القارات؛ حيث يصير الرماد قوس قزح في الأنفاس، ليحدد مسار أرواح لفظتها غيوم النسيان فجأة.
دموع الزمرد - أسرار خلف أسوار القصر 4
نبذة عن الرواية
"في عوالم أخرى من متاهات الضياع والفقد تدعى بعوالم الوجع؛ تختنق الأنفاس، تتحشرج العبرات، ونجمع الآم الليل والنهار لنوسدها غياهب الذكريات، نتوسلها هدوءًا وسكينة لعلها تعتلي بياض إحدى الصفحات يومًا وتنام، لكي لا ننحني بوهن، بينما نلملم آخر دقات النبضات المطعونة بما يوغل في الصدر من آهات بعثرتها رياح السنين كقصاصات، احترقت بمعانٍ حزن وزفرات، وأدتها الروح من تنهدات، تناثرت سطورها دمعًا على صحف تلك الذكريات، التي تأبى الرحيل، مهما قلنا أنها اندثرت مع الغابرين، وقرر الأخذ بثأرها الناجين، طالما ستبقى ملامحها ترسم خارطة مفارق طرق كل البدايات والنهايات. هناك حيث هامت روح ضائعة عَزف آساها سيمفونية قهر منفردة، ارتجفت أوتار عذابها شوقًا إلى أحبابها، وهم عنها ينأون ويلوذون فرارًا، حتى نزعت نفسها مع الشهقة الأخيرة المُجتثة من أعاصير الغربة؛ سقط شعاع شمس ضئيل على وجه شابة عشرينية جميلة، حاولت تغطية معالمها بقلنسوة معطف صوفي ثقيل أسود اللون، ناقضت حلكته بياض اشقرار خصلات شعرها الفضية، التي انفلت بعضها صافقًا جانبي وجهها الفاتن، دون أن تستطيع مواراة طلتها الجذابة، رغم ارتجافتها، وانسحاب الدماء من عروقها، حتى بدت كمّن يخبىء نصف وجهه ويشاهد في المرآة نصفه الآخر كبقايا لوحة مشوهة، مزقتها أصابع فنان، أرعبه التحديق بما رسمته ريشته من عيون تنطق الفقدان، نزفت مآقيها دمعها بحسرة حارقة تذيب الوجدان..."التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 456 صفحة
- [ردمك 13] 9789777796590
- إبداع للترجمة والنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
70 مشاركة