وعد العودة > مراجعات رواية وعد العودة

مراجعات رواية وعد العودة

ماذا كان رأي القرّاء برواية وعد العودة؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.

وعد العودة - سمية الشيخ
تحميل الكتاب

وعد العودة

تأليف (تأليف) 4.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    [رواية وعد العودة].

    أحد الروايات التي لا تخرج منها كما دخلتها أبدًا، بل تعايشها وتبكيها وترثي مصاب من فيها، تغلقها وتحاول النوم فلا تجد من نفسك استجابة إلا بضع تنهيداتٍ تَعبة ودموع بأهدابك مُعلقة تأبى الهطول وتُزرف على استحياء.

    وما كان استحياؤها إلا لأنها هطلت من قلة الحيلة في مؤازرة الإخوة والخِلان، أولئك القابعون أسفل القصف، من يحتمون بوابل من النار يطهل من السماء، ويستظلون بالهدم والعَراء، يسعدون ويبكون في آن واحد، يحبون الحياة ويفتحون للموت زراعيهم بكل رحابة صدر.

    كل الروايات إما ذات نهاية مغلقة لا يُعمل القاريء عقله فيها، وإما ذات نهاية مفتوحة ينسج فيها من صنع مخيلته كيفما شاء، إلا هذه فنهايتها مفتوحة مشروطة، لا يُعمل فيها العقل إلا باليقين وتصديق الوعد.. والوعد هنا وعد الله بالنصر والتمكين والمنزلة العالية، وجنة الخلد ورفقة الأنبياء والشهداء والصالحين ويا سعدهم آل فلـ ــسطـ ـين يرابطون على حدود الوعد بالأرواح والأموال والأنفس والثمرات.. وما كانت الثمرات هنا إلا العيال فلذة الأكباد.

    رواية تجعلك تود لو تُطوى المسافات وتهُدم الحدود وتُتلف الأسياج ليتثنى لك العبور لأخيك الذي يعاني وحده بلا معين -إلا الله- لتفديه بالنَفْسِ والنَفَس وأنت لا تملك من قلة حيلتك تجاهه إلا الدعاء!

    تدور أحداثها بين جميلة الشام (لبنان) وطيبة الشعب (مصر) والصبر والتجلد والفداء ( فلـ ــسطـ ــن).

    ==

    عذرت أم وعد في خوفها وامتناعها كثيرًا؛ فنحن النساء أكبر أعداءنا في هذه الحياة؛ الخوف والفقد والوحدة، وهي ذاقت مزيجًا مُرًا منهم.

    (وعد) تلك الطبيبة النبيلة التي تحب أن تعرف نفسها على أنها (فلسطينية مصرية لبنانية) امتزجت فيها العروبة وحملت راية الكفاح بجدارة، أشفقت عليها كثيرًا، على ضعفها وعلى هونها، وكيف حِيل بينها وبين من أحبت، جراء المسافات التي طالما مقتتها أمها، وجراء الغدر والمستعمر وفي النهاية ما قدره الله في أمرها واقع وأحببت فيها شجاعتها وإقدامها ولقد حملت الراية حتى آخر رمق فيها.

    (مُعاذ) ذلك الفدائي المكافح، والذي وإن لم يكن يشغل إلا كم مشهدًا استثنائيًا إلا أن كل الرواية كان يحيط بها طيفه، من حمل اللواء بعد الأب وأخذ على عاتقه مهمة تحرير الأرض، ولكن قُدر له أن يكون عابرًا في حكاية التحرير، يسطر اسمه بين كثير ممن استشهدوا قبل بلوغ الغاية، ولكن لعل فدائيًا يأتي من بعده يستنير من سيرته فيقتبس منها نورًا يجعله يكمل أشقة الطريق مؤمنًا بدنو وعد الله.

    (نسيبة) تلك الفتاة الصابرة بجدارة، فقدت الأب والأخ والزوج والولد، نكل بها وزجت في سجون الأندال فأزاقوها شر مذاق وآذوها أيم أذى، لكنها ما استسلمت وما قنطت من أمر ربها، بل نهضت وأكملت الكفاح والمسير وعلمتني كيف تكون النصرة بالكلمة والفعل والمبادرة ولو باعدت بيننا الآميال وبين الحدث والأرض، وأن صاحب القلم صوته مسموع، وأن صرير الأقلام وإن لم يحرك في البشر ساكِنًا فيكفينا أن رب البشر سمع ورأى وتكفل ولا نبتغي وجه أحد سواه.

    (رزان) تلك الفتاة المنسلخة عن جادتها المميعة لحقيقة عقيدتها والتي لا تعي أن الحب مشروع في كنف الله وما سواه عهر وخِسة، وأن التعايش مع غيرنا من الملل والنِحل مكفول في كنف الله وما سواه تمييع وتدليس ومذلة وخنوع، وأن كتاب الله شرعته ومنهاجه وبه نسير وإليه نستند في الأمور كلها ولا دستور أحب إلينا منه، وأنَّا قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا في غيره العزة أذلنا الله، ولعلها من غفلتها بعد هزها تفيق!

    «الحب بلا لقاء متعب، والفرقة بعد اللقاء موحشة»

    وعسى من فرق بينهنا في الأرض يومًا أن يجتمعا في جنة الله بعدما صدقا الوعد.

    ==

    أضاف لي هذا العمل الكثير وأحسب أنه إن لم يكن لـ سمية مآلات واضحة في النصرة تلقى بها الله يوم السؤال إلا هذا العمل لكفاها، ورغم أنه العمل الأول الذي أقرأه لها والذي جاهدت أرقي تجاه القراءة لأنهيه إلا أنه حرك فيَّ سكونًا بليغًا:

    - ضرورة النظر في تاريخ الأرض والقضية والأحداث السابقة، وإن كانت قد وقعت قبل مولدي أصالة فلا بد من النهل منها بالقدر الذي يضرم الحقد داخلي على كل غاصب ومستعمر؛ فالذي بيننا وبينهم بكاء وعويل وسيل دمٍ غزير.

    - «سأكون الصحفي البديل، أرغب في أن أتواصل مع أبنائنا في كل مكان، أريد أن أحدثهم عن الكتاب والسنة والتاريخ، أود أن أخبرهم بالأدلة والحقائق أن فلسطين قضيتنا جميعًا؛ صغيرنا وكبيرنا.»

    هذه ليست نسيبة وحدها، ولكنها أنا بكل ما أوتيت من ضعف ومحاولة، هذه الجملة بالذات أيقظتني وجعلتني أعي قيمة تأثير الشيء الذي معي، وأنه بحول الله ومباركته قادر أن ينصر وأن يوصل وأن يقاوم ويؤازر «عدسة الصحفي وقلمه» وأدعو الله أن ييسرنا لذلك.

    «قضيتنا جميعًا، هدفنا كلنا حتى وإن لم أولد في فلسطين يكفيني أنني مسلمة».

    - اللغة العربية، الأحب لقلبي والتي دللت لي كيف يؤدي التفريط فيها للتفريط في الدين والمعتقد والرسالة والقضية والصدق والسعي، فهي مبديء كل شيء وإليها منتهى كل شيء.

    - لم نوجد في هذه الحياة الدنيا لنستمتع، ولكن لنعبد الله كما أمر، وحدود متعتنا فيما أحل، فإن ابتغيناها في غير رضاه شقينا بها.

    - «إن تنصروا الله ينصركم»

    والنصرة أولًا تبدأ من عندك، فالجهاد الأول جهاد النفس والهوى، وجهاد الدنيا وملذاتها وجهاد كل دخيل ومستحدث فينا، واستخلاص ما يوافق أمر ربنا منه ونبذ ما دون ذلك، ثم يأتي جهاد العدو، وكيف يتأتى النصر لامرء يألف عدوه حتى يصير مسخًا منه؟

    ونحن منهم براء، ننبذ كل ما يشبههم وكل ما يقوي منعتهم وندعم كل ما يكسر شوكتهم وإن كان ذلك في لزوم الجادة والعودة إليها فقط.

    - المال له، والأرض له، والولد له والنفس له، إنا لله يتصرف في أمرنا كيف يشاء ونرضى بقضاءه كيف سيره ونصبر فيه على ما لم نحط به خبرًا.

    وسلام على غـ ـزة المرتجفة حتى يطمئن فؤادها، وإنا معها بالدعاء لا نمل حتى يحين وعد الله ولا يخلف الله وعده.

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    إنها من الروايات التي يتمنى المرء أن لا تنتهي

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    1
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
1