اقتباسات من رواية تسوكورو تازاكي عديم اللون وسنوات حجه

هناك جانبٌ من العالم لا يمكن التعبير عنه إلَّا بالموسيقى.

«لقد ولَّى ذلك الوقت المدهش في حياتنا، ولن يعود أبدًا. تلك الآفاق الجميلة التي كانت لديْنا ابتلعها مرورُ الزمن

الغيرةُ إذن (كما استوعبها من حلمه على الأقل) هي السجنُ الذي لا فكاك منه. الغيرة ليست مكانًا يُزَجّ به إليه، بل سجنًا يدخله السجين طوعًا، يغلق الباب، ويلقي المفتاح بعيدًا، دون أن يعرف أحدٌ في هذه الدنيا أنَّه مسجونٌ هناك.

❞ كنَّا نؤمن إيمانًا حقيقيًّا بشيء، وكنَّا ندرك أنّنا من الناس الذين يستطيعون الإيمان بشيءٍ إيمانًا خالصًا. لا يمكن لهذا النوع من الأمل أن يختفي وحسب. ❝

❞ لم يكن يريد أن يترك ذلك الشعور ينسلّ من قبضته. فإنْ فَقَده، قد لا يجد هذا الدفء مرَّةً أخرى. ❝

❞ لم يشعر بذلك منذ زمن. بل لعلّه لم يشعر به قطّ. لم يكن كلُّ ما في الأمر رائعًا؛ فثمَّة ألمٌ في صدره، وضيق تنفَّس، وخوفٌ ورجفةٌ تتملَّكه. ولكنْ حتَّى ذلك الألم أصبح الآن جزءًا مهمًّا من الشعور الذي يشعر به ❝

❞ العالم مليءٌ بالأشياء التي لا تكفيها المشاعر. الحياةُ طويلةٌ، وقد تكون قاسيةً في بعض الأحيان. وأحيانًا، لا بدَّ من وجود ضحايا. لا بدَّ من أن يؤدِّي أحدٌ ذلك الدور. وأجساد البشر هشَّةٌ، يسهل تحطيمها. فما إنْ تشقّها حتَّى تنزف. ❝

❞ لكنَّ الشهور مرَّت، ولم يتوقَّف قلبُه. يبدو أنَّ القلب لا يتوقَّف بتلك السهولة. ❝

❞ كان آنذاك مقتنعًا بأنَّه إذا ما ركَّز على مشاعره، فقد يتوقَّف قلبه من تلقاء نفسه. ❝

❞ أمَّا ما يريدونه منه فهو تسوكورو القديم، الشخص الذي تركه تسوكورو وراءه ولم يَعُد في حاجةٍ إليه. ولإحياء ذلك الشخص أمام أسرته، كان عليه أن يؤدِّي دورًا لا يرتاح إليه. ❝

❞ تخيَّل كلّ الاحتمالات المفقودة، والزمن الذي لن يعود أبدًا. ❝

❞ حزنٌ شفَّاف، لا شكل له. حزنٌ لم يستطع أن يلمسه، لكنَّه كان بعيدًا، لا يمكن الوصول إليه. دكَّه الألمُ، كأنَّه يقتلع صدره، وكاد لا يستطيع أن يتنفَّس. ❝

❞ ثقْ بنفسك وكُن شجاعًا. هذا كلّ ما تحتاج إليه. ولا تدع الخوف والكبرياء الحمقاء تُفقدك شخصًا عزيزًا». ❝

❞ الشتاء طويلٌ جدًّا هنا. والليالي طويلةٌ جدًّا، كأنَّها لن تنتهي. كلُّ شيءٍ يتجمَّد، وكأنَّ الربيع لن يأتي أبدًا. تنتابني كثيرٌ من الأفكار الكئيبة، مهما حاولتُ أن أتجنَّبها». ❝

❞ تخيّل تلك المحطَّة، وامنحها شكلًا ولونًا. اكتب اسمك على أساسها بمسمار، وانفخ فيها الحياة. أعلمُ أنَّ لديْك القوَّة الكافية لفعل ذلك. لا تنسَ أنَّك أنت الذي سبحتَ في البحر المتجمِّد ليلًا» ❝

❞ أخاف إنْ أخطأتُ في القول أو في الفعل، يتحطَّم كلّ شيء، وتزول علاقتنا إلى الأبد». ❝

❞ أشعرُ بأنِّي وعاءٌ فارغ. نعم، لديَّ شكلٌ، كوعاء، ولكنْ لا شيء في داخله. لا أرى نفسي الشخص المناسب لها. أظنُّ أنَّها بمرور الوقت وحين تعرفني أكثر ستصاب بخيبة أمل، وتقرّر إبعاد نفسها عنِّي». ❝

❞ لو سلَّمنا بأنَّك فعلًا وعاءٌ فارغ، فماذا في ذلك؟ ما المشكلة؟ تظلُّ وعاءً جذَّابًا ورائعًا. وهل يوجد شخصٌ، أيّ شخص، يعرف من يكون؟ فلماذا إذن لا تكون وعاءً جميلًا؟ وعاءً يحبُّه الآخرون ويأتمنونه على مقتنياتهم الثمين ❝

❞ لا عليكِ. لقد نجوتُ من الكارثة، وسبحتُ في البحر المظلم وحدي. كلٌّ منَّا فعلَ ما كان ينبغي له، لكي يعيش. أشعر بأنَّنا حتَّى لو اتَّخذنا قراراتٍ مختلفةً آنذاك، لانتهينا ربَّما في المكان الذي نحن فيه الآن ❝

❞ فالقلبُ لا يرتبط بقلبٍ آخر بسبب الانسجام وحده، بل يرتبطان بعمقٍ من خلال الجراح. يقترنُ الألمُ بالألم، والهشاشةُ بالهشاشة. فلا صمتَ من دون صيحة أسى، ولا غفران من دون سفك دماء، ولا تصالح من دون فقدٍ شديد. ❝